غرافيا قامة إنسانية: الدكتور رفيق شميس.. بقلم سلمان لمع
صدى وادي التيم-رأي حر بأقلامكم/
من التّيم هو، طبيبٌ عمل بصمتٍ، فواكبَ حياةَ الناس وأوجاعها، عرفَته غرف العمليات، يضيئها بنور عينيه، وتتحرك يديه برفق فوق جراح نازفات.. شارك الناسَ معاناة الألم، وبعث في نفوسهم فرح الشفاء، وما كان إلّا رفيقاً، أميناً..
وبعد،
عرفت الرجل، خلال تجربة شخصية مع واقعات الحياة..
يبدأ عمله الجراحي ب”بسمة ثقة” تشيع في ذاتك قوة، ويختم ببسمة أكبر، وبكلمة “الحمدالله ع السلامة”…
وعلى مدى عمرٍ، عملَ بصمتٍ، وتواضع نفسٍ، وإلفة، ذاعت شهرته، جرّاحا قديراً، أعطى شبابَ عمرِه والمشيب، في خدمة أهله وناسه ومجتمعه، فكان المقصد المجاب، لا يسأل عن أجرٍ ولا يشترطُ أمراً.. واسألوا عشرات بل مئات عالج، وكان الشفاء، بفضل الله، وبرفق “يديه الماسيتين”، ولتُحَدّثْ الناس وتروي حكايات وتجارب..
(يا الله.. اتكلنا)، ذلكم تعبيرٌ كان يردّد، فينشر طاقة إيجابية، ويُطلِعُ من الوجع قوة، ومن الإحباط أملاً، وهو المؤمن برسالة سمحاء هدفها الأول والأخير: الإنسان…
شكّل على مدى مسيرته فيض عطاءٍ وشعاعَ أملٍ.. فجَعَتهُ الحياة ب “تجربة قاسية أليمة”، تلقّفها بصبر الراضين بقضاء الله، فما خَبَت أنوار عينيه، رغم قلبٍ مكلومٍ بفاجعة، بل تابع رسالته بإيمان الموحدين الصابرين…
هو رجل “القلب الكبير”، الحاضر ابداً، وأعتذر اذا جنحت بي “غرافيا” في وجدانية تُلحّ.. واكبَ عائلتنا مع كثير تجارب صحية، وأجرى أكثر من عملية، بروح سامية، تجاوزت دور الجرّاح القدير، إلى جوهر محبة أحاطت فغمرت، فتنداح في البال ذكريات ودعاءٌ كثير، يطلع من شغاف القلوب فيختصر: (الله يسلّم ايديك، ويوفيك عنا، أفضلت)..
والفضل صفة الرجل، الصالحة والصادحة.. واسألوا تسمعون خالص دعاء.. وأفضال.. وأفضال.
وقبل وبعد:
هو الصديق والطبيب الجرّاح الدكتور رفيق شميس الحمرا، ابن حاضرة حاصبيا العامرة، الذي كان، وما زال، “رفيق الانسانية” في ألق توهج الذات، وانبلاج أنوار صيرورتها..
وكلمة،
دكتور رفيق، نحفظُ الودّ، وعرفان الجميل، ويَحفظُ لكم التّيم وأهله عرى محبة ثابتات..
كنتم، وما زلتم، شعاع نور في سماءات الوادي، وزهرة أملٍ في جنباته.. وبارقة حياة تضيء.
تحية من القلب… دكتور رفيق شميس