الإبتعاد عن الحضن العربي إنتحار، يجب أن يعود اتجاه البوصلة… عربياً …بقلم ميشال جبور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

وبعد أن عدنا إلى نقطة الصفر بنفس الأشخاص الذين لفظهم الناس في الشارع لتشكيل حكومة،من منا مقتنع بأن ما يجري من ذهاب وإياب إلى بعبدا سيؤدي إلى نتيجة ناجعة،

وإن أدّى،فما مصير حكومة لا ترتدي العباءة العربية،ألم نتعظ من حكومة دياب.من الواضح أن هنالك طرفٌ واحد يتحكم بمفاصل الدولة،فهو يسمي بالحكومات وبالوزارات وبالأحداث والإستحقاقات الوطنية،

وكل من في فلكه كان يعلم أننا نتجه إلى خناقٍ شديدٍ بدأت مفاعيله تتبين بعد الإنتخابات النيابية في سنة ٢٠١٨،

فبدأ المؤشر الحيوي المالي والإقتصادي بالإنحدار بسبب فقدان الثقة العربية والدولية بلبنان المحكوم من طرفٍ واحدٍ يجاهر بعلاقاته وارتباطاته الإقليمية التي نخرت كل علاقات لبنان الدولية والعربية فأصبحنا في عزلة

قاتمة،

لقد حذرّنا مراراً وتكراراً من الإبتعاد عن الحضن العربي وشرحنا ألف سبب وسبب،وها هي الإمارات تتحضر لتخفيض تمثيلها الدبلوماسي في لبنان من مستوى سفير إلى قائم بالأعمال وها هو السفير السعودي قد

أخذ إجازة في أعز أوقات وغب تواجده وكأنما الرسالة بأن لا شأن لنا في ما يجترعه الفريق الحاكم ويمليه عليه فريق ممسك بخناق السلطة.

قالها الملك السعودي حيث لم يجرؤ أحد عقب إنفجار بيروت الآثم،قال بأن على كل فريق لبناني أن يتحمل مسؤولياته بدل الهرب من حقيقة خطر ا ل ح ز ب  ويجب التنبه من خطورة السياسة الإيرانية في المنطقة

ونحن قد نبهنا منها وتحدثنا عن روابط العلاقة السياسية والإقليمية والمصالح المشتركة التي تجمع إيران وتركيا وقطر،علينا أن نتعظ،

فحكومة دياب أفحمتنا بالإتجاه شرقاً وخرجت خالية الوفاض ولم تستطع رغم معاندتها كل العرب أن تستفيد بقيد أنملة من إيران أو تركيا أو قطر،فلن يرضى أحد بتكريس لبنان ورقةً على طاولة المفاوضات

والتسويات،فيما الحل العربي كان واضحاً،ضعوا سلاح ا ل ح ز ب  جانباً.انتبهوا من الخطيئة المميتة بحق لبنان،فمهما عاندتم واستكبرتم أوجاع الشعب بحكومات معاقة،لن تنجحوا إلا إذا كان قالب الحكومة عربياً لا إيرانياً

ولا تركياً ولا غير.

محاولاتكم للإلتفاف على مبادرة الرئيس ماكرون قد أخرّت البلد أكثر ومن أتى لنجدتكم بعد فضيحة المرفأ وتدمير بيروت عاد وتبرأ منكم،والآن أتيتم بالحريري ظناً منكم أن باستطاعتكم المباغتة.

فيا سعد الحريري السعودية لم تبخل عليك يوماً منذ أيام أبيك،فما أنت بفاعلٍ عندما تتنكر لمن وقف بجانبك دائماً كي تكون رئيس حكومة جامع للكل وليس كومبارس في مسلسل انهيار البلد.

لا يظنن أحد أن الإتكال على متغيرات في السياسة الدولية والإقليمة يمكن أن يؤدي إلى تغير نظرة المجتمع الدولي والعربي إلى إيران التي لا توّلد سوى النزاعات أينما حلّت،

ولمن يراهن على تغيّر نهج تركيا إردوغان في المنطقة كأنما ينسى بأن الأفعى غالباً ما تكون ناعمة الملمس لكن لدغتها قاتلة،وهكذا ستبقى تركيا تمارس نفاق الخطاب فقط كي تحقق مآربها في التوسع ونشر الفكر

ا ل إ خ و ا ن ي.

يكفي مضيعة للوقت ومتاجرة بلبنان وباللبنانيين وتركه فريسة أطماع مشاريع ممسوخة،فإيران لديها مشروعها في المنطقة وتركيا وقطر كذلك وهي تحاول التغلغل في لبنان بشتى الأوجه والوسائل.

إننا اليوم على قاب قوسين من الإنهيار الكلي والإندثار،نحن مطوقون ندفع ضريبة ا ل ح ز ب  وسلاحه والعقوبات التي أخذت حيز التنفيذ من يوسف فنيانوس إلى علي حسن خليل وصولاً إلى جبران باسيل،

وهذه ليست بنزهة وإن أكمل الحبل على الجرار فنحن أمام مئات العقوبات التي ستطال رؤوساً عديدة وتُنهك البلد،فمن يحاول الإستخفاف بالعقوبات لهو جاهل في السياسة الدولية،

فقد حذرت الإدارة الأميركية ووزير الخارجية الأميركية بومبيو كل الأفرقاء المعنيين في لبنان من أنهم لا يمكنهم أن يستمروا “بالعمل كالمعتاد”وهذه هي النتيجة،

وربما تكون هذه العقوبات مدخلاً لاستعادة الأموال المنهوبة،

فليس بعض الوزراء بالضرورة فاسدين بل يمكن أن تكشف لنا العقوبات الكثير من خفايا ما نجهل.

لا تتركوا لبنان أسير المطامع الإيرانية ورهينة الفكر ا ل إ خ و ا ن ي ،وورقة تفاوضية بيد من يهوى النزاعات الإقليمية،عودوا إلى الحضن العربي،

التجأوا لمن وقف بجانبنا سنين طوال وساندنا ودعمنا،عودوا إلى السعودية والإمارات ومصر والكويت،عودوا إلى من أخرجنا مراراً وتكراراً من حروبنا وكبواتنا فاتجاه البوصلة يجب أن يكون على الدوام،عربياً.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى