في اليوم العالمي للمرأة: أنتِ القيمة الفضلى وطعم هذه الحياة!
أليسار جاير
أن تكوني إمرأة قد يراه البعض قدراً وهويّة تكسبكِ موقع النصف في معادلة القانون البشري. كونك امرأة ليس مجرّد مناصفة ورهان تسعين لتحقيقه في مساواة عقيمة مع الجنس الآخر.
أن تكوني امرأة هذا يعني أنّكِ إعجاز ربّاني لتلك القدرة المعظّمة التي أوتيتي بها. بعيداً عن استحقاقات التساوي مع الرجل، علينا نحن كنساء أن ندرك قيمة أنفسنا وأن نمنح لطاقاتنا، الذروة في ثقتنا بها. لا يمكن أن نطالب كنساء بحقوق تصبّ في موقع المسلّمات الإنسانيّة وهي ليست سوى اعتراف علني بأحقيّة بلوغنا لها، إلّا إذا ابتدأنا من ذواتنا، بصقل جوهر الأنوثة الذي دفن بقالب الحياء الإجتماعي وحجّمته مزايدات التقاليد البالية.
أدوار المرأة رياديّة في مختلف المجالات وكافّة الحقول المثمرة، وهناك نساءٌ أثبتنَ أنّهنّ بصمةٌ جبّارة في الكفاءة والإختلاف. ولعلّ أكبر إنجازات المرأة يلامس ميادين الفن والإبداع، بالأمس وقفت اللبنانية نادين لبكي كأوّل امرأة عربيّة تصل إلى عتبة الأوسكار الجائزة الأعظم عالمياً، والتي يطمح إليها كلّ فنان على وجه الأرض.
والمرأة مبدعة حتى خارج إطار جمالها ومفاتن أنوثتها، حتى في انقراض نعمها هي معطاءة، هنا تحضر إلى البال لايزي فلاسكيز التي نالت لقب “المرأة الأكثر قبحاً في العالم”، ومع ذلك لم تنهار، لم تستسلم بل افتخرت بشكلها لأنّه هبة الخالق ووقفت على أهم المنابر، وأعرق مسارح الجامعات في البلدان المتقدّمة وروت تجربتها بحبّ وإيمان، وأقنعت الجميع بتقبّلها وأذهلتهم بقدراتها النابعة من صلب الإرادة وقوّة التصميم، لتصبح قدوة وملهمة للكثيرين بصبرها وإيمانها.
في اليوم العالمي للمرأة هناك تجارب نسائيّة ترفع لها القبّعة ولا يمكن حصرها ببضعة أسماء. إنّما الأهمّ أن نعرف كنساء كيف نبني لأنفسنا قدوات وما هي الطريقة التي تخوّلنا أن نستثمر مزايانا لخدمة مجتمعنا والنهوض به. كلّ امرأة هي رائدة في منزلها، وعظيمة في رسالتها وجبّارة في أمومتها وانتصاراتها على وهن الحياة. والأهم المرأة التي نبحث عنها في ظلّ الإنحلال الإجتماعي الراهن، هي تلك المتمرّدة على كل من يقمعها، والتي ترفض الظلم وتملك جرأة أن تقول “لا” لتهميشها وتحجيم قدراتها.
في داخل كلّ منّا تقبع ثورة تريد تحقيق نظرة عدالة للنساء جميعاً، حرّرنها سيداتي وثِقوا بتلك النزعة الغريزيّة الناقمة على رفض استقلاليّتكن، أنتِ تمثّلين الطبيعة الأم فثوري حين تُظلمين، واجهي قدرك بنفسك، ولا تخافي الحياة فهي منك وإليكِ تُنسبُ وتعود.
طريقنا في النضّال لا بدّ طويلة، لكن إن لم تملك إحداكنّ الجرأة لكسر قيودها الذاتيّة لأجل نفسها. فلتفعل ذلك لأجل غيرها من النساء الضعيفات اللواتي حُكم عليهن بالصمت ولم يمتلكن خيار كسرِه حتى.