اختبار صعب…. بقلم لينا صياغة
قرر كمال زيارة عمه في بستانه حيث كان يجلس متأملا حول معنى الحياة و سراديب الوجود .
كان هذا العم ذو نظرة ثاقبة ، سلّم عليه وطلب منه الجلوس قربه وقال له :” أعرف معاناتك التي تعيشها والتجربة المرّة مع زوجتك” . تنهد كمال لسماع هذا الكلام الذي كان يثقل كاهله ويسرّه في قلبه مما ينغص عليه عيشه ثمّ تابع كلامه:”أن زوجتك ترعرعت في بيئة لم تمكنها من فهم العلاقات الإنسانية السليمة، كانت تشعر بالتعالي وتعامل الناس باستهزاء، تعمل على جذب الناس إليها باطلاق النكات الإباحية . فلا تنم تصرفاتها الاّ عن سذاجتها و نقصها كذلك إطلاق الشائعات المغرضة على من هم أحسن منها ظناً منها بأنها تسيء إليهم, إنما الحقيقة كانت تسيء لنفسها وتحرق كيانها مما يدل على جهلها وسوء سريرتها ، وانت تعلم أنها تحاول الظهور بمظهر المرأة المتعلمه المثقفة وهي ليست عليهما بشيء ، أكثر ما يهمها تفريق الاحبة ونقل النميمة والظهور في المجتمع على أنها رائدة وسباقة لمواساة الناس ، اما حقيقتها ما هي الاّ فوضى لم تفكر يوماً بأصلاح نفسها وتربية أولادها على القيم، فكانوا نسخة عنها في نقصهم واذيتهم لمن حولهم ، للأسف يا ابني هذه الحقيقة يجب أن تراها، واعلم أن ما زرعته لغيرها سوف تجنيه لنفسها ولعائلتها لأن الوجود حاضر وشهيد على تصرفاتها “.
نظر كمال في عيني عمّه وكأنهما يتبادلان الفهم المشترك في بحر روحي عميق .
وختم عمه كلامه بقوله “عليك التعلّم من هذه التجربة والتفاعل في مواجهة العوائق بقوة الإرادة والتكيّف مع التحديات التي تعترضك ، أنت من اخترتها لتكون شريكة لك وأنت من ساندتها في سفاهتها عندما كنت تبتسم و تتغاضى عن أغلاطها و تجاريها بما لا يليق .! الزواج يا ابني هو كينونة الحياة والأسرة لا تكون إلا بركائز وقواعد ثابتة غير متخلخلة. واعلم يا ابني انه ليست كل والدة اماً صالحة. و ليس كل أباً راعياً كفوءا .والأبناء نعمة علينا العناية بهم بحذر لتجنيبهم الهفوات وترسيخ القيم البناءة في عقولهم وقلوبهم ، عندها نؤدي رسالتنا اتجاههم ويبقى الخيار لكل نفس بما تكسبه من سلوك في معترك الحياة “.
عندها اجهش كمال بالبكاء واستغفر خالقه على ما فاته ، و عزم على زيارة عمه من حين لآخر حتى يغسل قلبه من ادرانه .
امّا زوجته ما زالت متعالية متناسية ظنا منها بأن الناس لا تعلم حقيقتها رغم الدمار الذي الحقته بزوجها و اولادها . الّهم ابعد عنّا أمثالها لأن الأمم السيّئة كانت انعكاس تربية تلك السيدات اشباه الأمهات .
بقلم لينا صياغة