أنا امرأة عربية…(بقلم مريم زعيتر )

 

 

مريم زعيتر

الزواج والإنجاب لا يمنعان المرأة أبداً من السعي لطموحاتها وتوجهاتها وأحلامها، ولا يمنعها من تحقيق ذاتها مهنياً وثقافياً قبل أن تبدأ رحلتها بالإرتباط بشريك الحياة.

المرأة العربية قادرة أن توفق بين الجانبين من دون تذمر أو تردّد، لكنّ المجتمع لا يكافئها أبداً على إنجازاتها العملية، بل بالعكس يقومون بالتعليق على أمورٍ ثانوية غير مهمة وأيضا غير صحيحة أو واضحة.

دائما أسمع يقولون “عقبال ما نشوفك عروس” ان شاء الله… لماذا عروس لم أفهم,  لماذا لم يقولو “عقبال ما نشوفك” سيدة أعمال مهمة مثلاً, او مديره, او فنانة او مهندسة عالمية ؟

لماذا تركز البيئة الاجتماعية دائماً على الوضع الإجتماعي للفتاة في بئر أو جدران مغلقة بدون نوافذ، ويتمنوا الأقارب والأصحاب أن يحضروا حفل زفافها, صدقوني الفتاة تكبر أكثر في إنجازتها ومميزاتها وثقافتها وليس بزواجها.

المرأة يا أعزائي ليست فقط نصف المجتمع, فهي المجتمع بأسره لأنها تعاني من مشاكل كثيرة من التميز والقتل والاعتداء وأيضا الاغتصاب ، وحتى تتحمل النظرة العنصرية التي يعتبرها المجتمع جزء من ممتلكات الرجل للتصرّف بها كما يشاء، وانتزاع حقوقها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
المرأة قيمتها في نفسها وذاتها وعلمها وعالمها الذي يحتل قلبها وعقلها، لأن صلاح المجتمع يبدأ من صلاح المرأة وثقافتها وادارة أمورها وحياتها المستقبلية بدون تذمّر أو تعب.
المرأة زهرة جميلة وبريق لا ينطفئ, رغم تحملها كل السهام المصوبة نحوها من الجتمع الناقص، فهي ترسم الزمان والمستقبل بخطوطها البيضاء لتلامس السماء وتواجه مصاعب الحياة بمفردها, وتهدم كل من يقول, لا أستطيع.. هذه هي المرأة القادرة على تحقيق النجاحات والازدهار والمثابرة والاجتهاد, والقرار…
كوني مؤثرة, واعية, مثقفة, فاعلة, مؤمنة, قوية… لا تكوني مجرد وجه جميل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى