“فيديو ” عندما يبكي الرجال،فاعلم، أن الهموم فاقت الجبال بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
حالُ الكثيرين من اللبنانيين كحال من يُذبح بخنجر صدئ وغير مسنن، ألف موت في غرزه وألف موت في سحبه،لبنانيون كثر أصبحوا بدون عمل وبدون تغطية لا معيشية ولا صحية ولا معنوية ولا نفسية، هياكل عظمية تجوب الطرقات بحثاً عن لقمة العيش فيما المصارف تقبع وتُخنق على ودائع الفقير والميسور والغني.
دولة لا تقوى إلا على من يحترمها ويمتثل للقانون فتزج به بمئة ألف ثقلٍ فوق ثقل، لا طبابة ولا استشفاء ولا ضمان اجتماعي ولا وظائف ولا تأمينات بمستوى البشر، لبنانيون متروكون بوجه الكورونا يناضلون من أجل ليرة أصبحت كحواء مطرودة من الجنة لعريها، والدولة تراقب أسعار الدولار المتفلتة والغلاء الفاحش واستفحال وعهر تجار الأزمات دون أن يجفل لها جفن، بل تطلب من المواطن أن يبقى في بيته وهي المتقاعسة عن تأمين أدنى مقومات الصمود في ظل جائحة، تستغبي المواطنين بتمديد مهل دفع الضرائب في حين أغلقت كل القطاعات وتسخر من الشعب بتعيين مواعيد وصول اللقاحات، فيقع اللبناني بين سندان الوباء وسندان العيش والإستمرار.
دولة على وسائل التواصل الإجتماعي لا أكثر ولا أقل، فعلنا هذا وقررنا ذلك، ومع كل قرار يتجه الوضع نحو الأسوء بغياب حكومة باتت كالسنة الكبيسة بظهورها،دولة تطلب من المواطن وتفرض عليه الذّلة دون أن تؤمن له أبسط حقوقه وبدل أن تتباهى بأنها قادرة على الإعتناء بشعبها وتأمين حاجاته الأساسية إلى حين الوصول إلى بر الأمان تتباهى بالتسويف والتهويل على المواطن وكأن من واجبه أن يحل لها مشاكلها بدل أن تحل له مشاكلة، عذراً، دولة أفلام كرتونية.
كفر اللبنانيون واكفهرت بهم الدنيا، والهجرة التي سبقت ستتضاعف هذه المرة، والإنفجار الإجتماعي لن ينفعه الترقيع، أمعاء الأطفال الخاوية تنادي الآباء والأمهات، وعندما يبكي الرجال، فاعلموا يا أهل السلطة أن الهموم والأوجاع قد فاقت الجبال.
ميشال جبور