ذكريات وسط الانقاض..بقلم نعمت حيصون

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /

سيظل خروجنا من المنزل تحت القصف الاسرائيلي محفوراً في ذاكرتي حيث القينا النظرة الأخيرة عليه،لم يأتي في مخيلتي ان يتم قصفه ويتحول الى كومة من الانقاض.
ومن اصعب الامور التي مررنا بها هي لحظة اخبارنا بتاريخ ١٩ أكتوبر استهداف المنزل من قبل العدو الاسرائيلي بشكل مباشر مما ادى الى تدميره كلياً وتضرر كل المنازل المحيطة به،لن انسى هذا النهار المشؤوم.
ما الذي حدث…ولماذا…اسئلة تدور في رأسي ولا اجوبة.
اسابيع مرت وعدنا بعد وقف اطلاق النار،
البيت احتضن اجسادنا وارواحنا واصدقائنا له قصص وحكايات وذاكره كما البشر الجميع في حالة صدمة والكل يبحث عن نفسه وذكرياته بين الركام للحظة ادركت هذا البيت يّحن الى من بنى جدرانه وتعب عليه ذاك الحنين لصاحبه لكن الاقسى من ذلك من حملك امانة ذلك الجدران والارض كلمات من والد زوجي محفورة في رأسي قال لي: سواء كنت او لم أكن ومهما كانت الظروف لا تفرطوا بالبيت مقابل اي شيئ هو مأوى وكنز لأبني وابنك من غدر الزمن فالبيت والارض تعادل الروح،الان جاء دوركم وانتهى دوري.
ولكن هذا البيت أبى ان يترك صاحبه ولو بعد فترة لحق به.الان سنعيد بناءه ونحافظ عليه رغم الصعوبات والألم ولن نترك التراب للمحتلين والفاسدين ولن نصمت ونقف عاجزين عن اي شيئ لنعيد الحياة الى ارضنا التي تنبض بالأمل والتجدد،ومهما كان الخارج ممتعاً لا شيئ يساوي الشعور والامان والطمأنينه الاّ داخل بيتك.

نعمت حيصون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!