على مشارف النزوح اللبناني من…لبنان..بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
في تاريخ لبنان المعاصر،شقيقة إسمها سوريا،لم يتمكن لبنان يوماً من وضعها في إطار السيادة والحدود والعلاقات الدبلوماسية كما يجب وذلك مرده لأنها وبتكوينها السياسي والجغرافي لم تستطع ولم ترد يوماً احترام كينونة لبنان ولا سيادته ولا استقلاله،غير أن اللبنانيين نجحوا في ال٢٠٠٥ بإجبار سوريا الشقيقة على الخروج عسكرياً وأمنياً من لبنان،ولكن ارتدادات إقليمية حالت دون ارتياح لبنان فخرج السوري من لبنان بلباسه العسكري ليدخله بحلّة مدنية تحت عنوان النزوح أو اللجؤ وطبعاً كالعادة مسميات عديدة غب الطلب.
هذا النزوح السوري أثار حفيظة قاطبة كبيرة من المعنيين والمسؤولين إذ عاد بنا لزمن غابر،لأيام الحروب واللاجئين الفلسطينيين والمخيمات والحرب الأهلية وهو ما كرهناه في آنه وفي ذكراه،غير أنه جرت العادة بأن تُستغل هكذا أحداث لكيل المماحكات والمشاحنات فعلت أصوات النشاز واتهمت من تخوف من هذا النزوح وطالب بحصره وتحديده بالعنصرية وعدم الإنسانية فيما الحقيقة كانت تقف وراء عناوين مجوفة ما لبث أن لمسها من دافع عن النزوح وألصق به صفة الإنسانية والأخوة والمحبة،النزوح السوري كان له في البداية نعمة الجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية والإستغلال السياسي الضاغط ليتحول إلى نقمة إجتماعية ومعيشية واقتصادية في بلدٍ بالأصل يعاني من أزمات متكدسة،وآخر مشهد محافظ بعلبك الأستاذ بشير خضر يشكو من ضآلة راتبه أمام ما يناله نازح سوري من تقديمات!
لمن لا يعلم،النزوح السوري بدأ عام ٢٠١١ إثر عدة حوادث في سوريا،فشجعت عندها بعض الدول معظم الشعب السوري للهروب مستغلة ذلك لإسقاط نظام الأسد وتواطئت معها بعض الجهات السياسية في لبنان مستغلة هي بدورها هذا النزوح لفرض واقع حال على أفرقاء الوطن،وللعلم أيضاً،نصف مليون ولادة في آخر ١٠ سنوات تحت غطاء النزوح،٤٢ ٪ من غير اللبنانيين في السجون يشكل السوريون منهم ٣٠ ٪، في آخر إحصاء جرى في ١ ك١ ٢٠٢٢ كان عددهم قد ناهز ال٢ مليون و١٨٠ ألف نازح ينتشرون في معظم المناطق اللبنانية ويعملون كعمال ويتقاضون الرواتب ويصلهم مساعدات تفوق مداخيل اللبنانيين وإعاشات وإعانات وطبابة واستشفاء وحتى بطاقات مصرفية ومال للإيجارات السكنية،مما فاقم الأزمة إذ زاد الطلب على كل شيء حياتي وحيوي في ظل أزمة غير مسبوقة داهمت كل لبناني وفي كل مرة كانت أصوات تطالب برد النزوح وإرجاع النازحين إلى بلدهم بعد أن إنتفت أسباب وجودهم في لبنان كانت المنظمات الدولية تتهم لبنان بالعنصرية وعدم الإنسانية كالعادة فيما الحقيقة مغايرة،شعب نازح عاد وانتخب بشار الأسد رئيساً له بل بايعه مبايعة!
فأين أنتم اليوم يا بعضاً مما يدعون بأنهم زعماء الموارنة من زيارتكم لدعم النازحين في عرسال والمزايدات والهتافات المركبة لتأييد النازحين،كنا نحذر من هذا الوجود الموبق فاتهمتمونا بالعنصرية.
لقد تحولت مقولة المرحوم حافظ الأسد “شعب واحد في بلدين” إلى “بلدين لشعب واحد”،نازح بتعداد زوجاته وأولاده يكاد لا يكفيه إخراج قيد واحد يقبض أموالاً بالملايين وبالفريش دولار عن كل فرد من عائلته لينظم مع بعض من رفاقه عصابة سرقة تنتج عنها جريمة بلدة عقتنيت والإعتداء بهدف السرقة على المعلمة من مدرسة برمانا هاي سكول وغيرها من الجرائم والسرقات والإعتداءات وإقلاق راحتنا وصعوبة التعامل مع أيٍ منهم وكيف تتعامل أصلاً مع إنسان يقود دراجة نارية يركبها على الأقل خمسة أفراد،لقد أصبحنا رهائن في عقر دارنا.
فما موقفكم اليوم يا كوادر ١٤ آذار وصقور مهاجمة نظام الأسد،هل دحرتم بشار الأسد؟ هل غرفتم من خيرات المنظمات الدولية كما تحلمون أم تعضون أصابيعكم ندماً لأنها ضحكت عليكم ومولت السوريين كي يتحكموا ويتمكنوا في لبنان بهدف إبقائهم وتوطنيهم وتغيير وجه لبنان ديموغرافياً وحضارياً.
مبروك عليكم الإنتقال من الإحتلال العسكري إلى الإحتلال المدني والحصار المعيشي والعمالي الذي يضغط به النازحون عليكم،لقد تأخرتم كالعادة في التقاط شتات أفكاركم ورهاناتكم الغبية أغرقت لبنان في مستنقع الوحول السورية مجدداً،أخبرونا حضراتكم ماذا فعلتم واجترعتم،إنكم خونة للوطن والمواطنين اللبنانيين فقد ساهمتم بعودة المحتل السوري تحت قناع آخر،أخبرونا كيف ستنقذون الوطن والمواطن ونحن على مشارف النزوح اللبناني من لبنان.
ميشال جبور