الانسحاب المدروس…ألمًا…وأملاً .. بقلم رولا داغر حامد

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /

الإنسان بطبعه كائن اجتماعي لا يمكنه العيش وحيدًا تلك حقيقة علمية اتفق عليها جميع الخبراء وأكدها علماء النفس في أبحاثهم. ويختلف الأفراد من حيث طبائعهم وتعاملهم وتفاعلهم مع المحيطين بهم بطريقة إيجابية منهم من يكون قادرا على التأقلم والاستمرار ومنهم غير قادر على التواصل والتفاعل والإنتماء مما يؤثر على صحتهم النفسية على المدى البعيد… مهما تنوعت العلاقات وتعددت أشكالها تصبح مُرهقة ومؤذية أحيانًا… لذا فإنه من الفن والذكاء معرفة كيف ومتى علينا أن ننسحب بهدوء وحكمة وأن نختار التوقيت الصحيح… والأهم ألا نفكر في الانتقام بل بعمق وترو فليس هناك أجمل من أن نكون متصالحين مع أنفسنا وأن نعفوعن الناس رغم الإساءة لناأحيانًا… تتعدد الأسباب التي تدفعنا إلى الانسحاب من حياة صديق او حبيب أو قريب…ولكن الانسحاب الأفضل لا يكون استسلامًا بل حفاظًا على قدسية العلاقة التي كانت وكرامتنا التي من الممكن أن تُهان… لذلك عندما نشعر بأن العلاقة تؤذينا أو أن الطرف الآخر قرر أن يبعدنا عن حياته علينا احترام ذواتنا وكرامتنا..وعلى قدر ألمنا وحزننا سنرزق بفرح كبير وسيولد أمل جديد… وسيجعلنا أقوى بكثير وأكثر قدرة على تحديد مشاعرنا حتى لا نخسر أكثر… أن نرحل بأناقة هي الطريقة المثلى وأن نتجنب بشاعة النهايات…لأن المواقف تعيش في ذاكرتنا أكثر من الأسماء… *لذلك انسحب ولا تلتفت خلفك ولا تأسف على ما مضى بل استمتع بما سيأتي… *ثق بنفسك وقدسها…الرحيل صعب لكنه أفضل بكثير من جرح الكرامة وازدراء الذات… *مزق الصفحة القديمة وفكر في المستقبل المشرق… *اهتم بذاتك لأنها تستحق ذلك خاصة بعد عنائها في الحفاظ على علاقة مؤذية… *لا تحزن على قرار رحيلك ابدًا…الحفاظ على حياتك فقط هو الأثمن… *الكرامة دائما تنتصر ولو بعد معاناة وألم…وأفضل من بقاء مدمر نفسيًّا ومعنويًّا… *لا تصمت أبدا فصمتك دليل على ألمهم العميق لك…قل بأعلى صوتك سأرحل وستندمون… *يكون الانسحاب أحيانًا الحل الأمثل حتى لا نكرههم اكثر… *نهدر من صحتنا النفسية والجسدية أحيانا مع أشخاص لا تقدر وجودنا…بينما ينتظرنا خارج محيطهم أناس يتألمون ومستعدون للتضحية من أجل ابتسامة نرسمها على وجوهنا… * أن تحاورهم بتهذيب وأن تقول وداعًا…فاخلاقك تكفيك أن تكون الأرقى والأجمل… *لا يهم إن أخطأت الانتقاء…وأضعت الطريق في سبل لا تنتمي إليها…لكن أياك أن تكون عبدًا لهذا الانتقاء…انتفض وحرر نفسك منه…كن شجاعًا وقويًا…فحياتك التي تستحق لها حق عليك… *بعد التعرض لعلاقة مؤذية مدة من الزمن تحتاج لاستعادة الثقة في ذاتك من جديد… لذلك ابدأ بالانخراط في أنشطة مجتمعية ومارس الرياضة واستعِد ثقتك في قدراتك على النجاح والحصول على علاقة عاطفية صحية… *في كل خطوة من خطوات الانسحاب ذكر نفسك دائمًا أنك تتخذ القرار الصائب كما أن وجود أصدقاء داعمين سيعزز لديك تلك الفكرة ويجعلها صامدة أمام محاولات شريكك في طعنها… *كن مستعدًا لردة فعل الطرف التي قد تكون عاصفة وغير متوقعة… *تذكر أنك الآن مسؤول فقط عن سلامتك النفسية والجسدية وأن مسؤولية تعافي الطرف الآخر من انفصالك عنه لا تقع على عاتقك… *تخفيف أو قطع التواصل مع الطرف الآخر لأن التواصل من الممكن أن يجعلك عرضة للانخراط من جديد في تلك العلاقة المؤذية… *اعلم أنك تحتاج الوقت الكافي للتعافي ومعالجة آثار الأذى الذي تعرضت له وهذا طبيعي لذا قد تحتاج مساعدة الأصدقاء أو المتخصصين أحيانًا… *ما بعد هذا الانسحاب قد تمر بالعديد من المشاعر السلبية والتي قذ تؤدي للاكتئاب والعزلة الإجتماعية مثل أن تشعر أنك تسرعت في إنهاء العلاقة أو أنك لم تبذل مجهودا كافيًّا لإنجاحها…. كل تلك المشاعر طبيعية لهذا من المهم أن تكون واضحًا في أسبابك وتدونها لتعود اليها كلما كنت على وشك الوقوع في فخ جلد الذات… *تذكر دائمًا أن العالم مليء بالأشخاص الرائعين وأنك ستلتقي بالشخص المناسب حين يحين الوقت المناسب وتبني معه علاقة رائعة قائمة على الود والتفاهم… ختامًا: ارحل ولا تجعل قرارك في يد شخص آخر… الحياة رحلة لا تقف على أحد… لذلك استمتع بها قدر الإمكان… واستكمل رحلتك في سلام…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!