ومن الغباء، ما قتل الوطن بقلم ميشال جبور

صدى وادي التيم- رأي حر بأقلامكم/

قد يبدو من السريالي أحياناً عندما تشاهد سلطةً تكاد لا تفقه بعلم الدبلوماسية واحترام الدول الشقيقة وحسن المعاملة والجوار شيئاً، ولكن للأسف هذه هي الحال في لبنان اليوم الذي ينام على أزمة اقتصادية ومعيشية ليستفيق على أزمة دبلوماسية ستجره حتماً إلى المزيد من الأزمات على كل الأصعدة وبالأخص المالية والإقتصادية منها.
فنحن ولسوء الحظ محكومون من بوطة أغبياء لا يفهمون ولا يحاولون فهم شيء في السياسة العالمية بل فقط هم كومبارس تصفيق لمحور ما جلب إلينا إلا الويلات ولم يجلب لغيره إلا الويلات أيضاً.
حكام يتسلطون بشعارات الممانعة والتصدي والتوجه شرقاً فيما لبنان وشعبه يتوجه نحو القعر والتشتيت والفقر والعوز والإفلاس،كنا نقول أن الحل بالتغيير أترى الحل بالتطيير، تطيير هؤلاء عن كراسيهم والخلاص منهم.
وكأن لبنان ينقصه أزمات على الصعيد الدولي والعربي ليأتيك أحد الوزراء الأغرار الموعود بأضغاث أحلامه أن يصبح رئيساً كي ينسف لك ما بقي من طريق الخروج من الأزمة بتصريح أقل ما يقال فيه أنه أجوف وأرعن لا يمت لواقع الأمور بصلة بل هو تلميعي لصورة رديئة عن تعدٍ يومي على السعودية ودول الخليج.
كلٌ حر بداره ولكن ليس الكل حر بدار غيره،فوزير الإعلام المستحدث طرق باب الغباء بالواسع وصوب مزبلة التاريخ ذهب هو ومن شدَّ معه بأفظع مشهد ممكن، وهنا نسأل، من يدير هذا البلد ولمصلحة من؟ من يعتقد نفسه هذا الوزير؟ أفعلاً تظن هذه السلطة أنها قادرة على انتزاع لبنان من حضنه العربي وجعله مطية لمشاريع مشبوهة في المنطقة؟
ثم نسأل أيضاً، كم سيصمد لبنان دون أشقائه الحقيقيين ومن بقي له بعد سقوط كل الدبلوماسية بسبب عنجهية أهل الحكم وقلّة درايتهم وبصيرتهم.
إن الكرامة التي يتبجح بها البعض تأتي عبر احترامك لوطنك ومصلحة شعبه وليس أن تتدخل بما لا يعنيك وتستجلب الحروب عبر البحار والوديان كي تزيد من ألم الشعب.
إن العناد دون وجه حق لا يأتي سوى بالخراب، وهذه السلطة أصبحت عارية وغير قادرة على ستر نفسها ناهيك عن محاولاتها المكشوفة للإيحاء بأن الوزير الدخيل ومعه كُثر قد نطق بلسان الممانعة والتوجه شرقاً وإلى ما هنالك من شعارات واهية تستخف بعقول البشر، وبالطبع،لا يحق لوزير أن يضرب استقرار علاقات بلده بتصريح غبي من هنا وتصريح أغبى من هناك.
فلتذهب هذه السلطة وتدفن رأسها بالرمال على هكذا شخصيات رديئة موجودة في تكوينها ولتستقيل الحكومة كلها وليس فقط الوزير “الملك” صاحب اللسان المبتور، فهنا ليس برنامج “المسامح كريم”، هنا دول سيادية لا تهزها أبواق الهراء التي تتحفنا ليل نهار من أجل تنكة مازوت أو بنزين فيما البلد بحاجة إلى مشاريع مستدامة.
هذه السلطة خبيرة في تضييع الفرص وعقيمة في إنجاح المشاريع وسيئة وعفنة في كل علاقاتها تحكمها الذمية مع من توصفهم بأصدقائها فإلى السقوط المدوي وإلى المزيد من الترهات والتخبطات لأن أشكال الغباء عندها كثيرة ومن الغباء ما قتل الوطن.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى