رجلٌ تهمته،حب ف ل س ط ي ن بقلم ميشال جبور

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /

تكاد لا تمر فرصة إلا وتتناول أخباره الصحف ووسائل التواصل الإجتماعي وكل وسيلة مرئية أو مسموعة إلكترونياً،إنه محمد د ح ل ا ن، رئيس التيار الإصلاحي في حركة ف ت ح ،هذا الرجل الذي غرد خارج سرب العجز والفشل أمام أزمات متتالية تطال فلسطين وتطعن بالقضية.
محمد د ح ل ا ن،إسم يقض مضجع السلطة الفلسطينية الحالية بسبب تعمقه الحقيقي بالقضية الفلسطينية وحبه لفلسطين رغم إبعاده عنها مخافة أن يظهر بعضهم على حقيقته فينكشف أمام الشعب الفلسطيني الأبي الذي بات يتطلع لقيادة حكيمة ورشيدة تُعيد له إيمانه بقضية ألهبت قلوب العرب والمجتمع الدولي.
بخطاب متوازن يتوجه لجميع الفرقاء والفصائل ويحثهم على التغيير في نهجهم وعدم قمع الشعب ودعم حرية التعبير،مؤمناً بكرامة العيش لكل ف ل س ط ي ن ي أينما وُجد في العالم.
يمد يد المساعدة في كل أمر،فرغم بعده جغرافياً عن وطنه الأم والأرض التي يعشقها إلا أنه يحمل ف ل  س ط ي ن في قلبه وبفضل علاقاته العربية والدولية الواسعة استطاع أن يقف بجانب الشعب ال ف ل س ط ي ن ي عبر جمعيات تم إنشاؤها بدعم ٍ عربي بفضل مروحة علاقاته لرفد المجتمعات الفلسطينية بالدواء والمساعدات الإجتماعية والعلمية وتأمين العمل لأنه يؤمن ويصر بأن الشعب الفلسطيني لا يجب أن يبقى أسير تجاذبات البيت الواحد وبالتأكيد لا يجب أن يبقى أسير مزاجية المحتل،فبحسب قوله، الشباب الفلسطيني قادر على القيام بمعجزات إن أعطيت له الفرصة.
هو الذي لم يقف مكتوف اليدين أمام جائحة كورونا وعمل على إيصال ما قدرّه الله من لقاحات إلى كل القطاعات،هو الذي لبى نداء الشيخ جراح على كل الأصعدة فشارك لواء العامودي في القتال للزود عن كرامة الشعب الفلسطيني في القدس وغزة مع باقي الفصائل وهو الضليع بالتوازنات الإقليمية ويعرف من أن تؤكل الكتف عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن كل شبر من فلسطين سياسياً وعسكرياً وهذا ما يخيف من يتربصون به ويحاولون تشويه صورته، غير أن أعماله الخيرة ودأبه على رفع مستوى معيشة الفلسطينيين ورؤيته الواضحة والمشيرة لمكامن الحل من أجل القضية تدحض كل شائعة يحاول البعض تمريرها.
تجربتي معه كانت خير برهان على مدى ثقته بالفلسطينيين وقدرتهم على توليد أقصى طاقاتهم لإظهار أفضل صورة راقية عن شعب عانى من الظلم والقهر والتهجير ما لم يتحمله أحد، فمعه عملنا على ضبط وتيرة المخيمات الفلسطينية في لبنان بحكمة ورصانة، فهو ينطلق من مدرسة الراحل ياسر عرفات لكي يرفع نموذجاً جريئاً عن فلسطين امام المجتمع العربي والدولي ولهذا فإن كل الدول العربية الفاعلة تثق به وتحترمه وتكن له المحبة الأخوية وتقف على آرائه وأفكاره في الكثير من المسائل القومية العربية، وربما هذا ما يثير غيرة البعض فيعتبرونه تهديداً ليس لسلطتهم بل لتسلطتهم على قرار الشعب.
هذا هو محمد دحلان، بفكره المنفتح على الجميع وبإيمانه في تجدد السلطة ودعوته إلى الحرية في الإنتخابات التي أرعبت السلطة فعمدت إلى الإلتفاف على الإستحقاق الوطني والدستوري وأجلت الإنتخابات إلى أجل غير مسمى لأنها أيقنت أن التيار الإصلاحي كان ليكتسح الإنتخابات فقامت بإعتقالات قمعية وتباكت أمام الإتحاد الأوروبي وتذرعت إلى أن نالت بالإحتيال ما ضمرته بالأصل.
هذا هو محمد دحلان، الذي تحاول الكثير من الجهات التي تخشى التغيير وترفض سماع الصوت الفلسطيني المحق أن تغتاله سياسياً ومعنوياً،هذا هو محمد دحلان الذي غيّر المعادلة وفرض نهجاً جديداً ناجحاً وأعاد الزخم للقضية الفلسطينية، هذا الرجل تهمته أنه،أحب بصدقٍ،ف ل س ط ي ن.

المحلل السياسي والخبير بالشؤون الفلسطينية ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!