شكراً دولة الإمارات، لبنان قد نادى والإمارات الشقيقة لبت واحتضنت بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
في كتاباتي دائماً دعوة لعودة لبنان إلى الحضن العربي وتأكيد على الشوق الدائم لحضن الشقيقة والمخيرة دولة الإمارات التي ما تقاعست يوماً عن تلبية نداءات لبنان وخاصة في الفترات العصيبة التي يمر بها، كيف لا، والمسؤولون في الإمارات من أمراء وشيوخ فاضلين هم من صلب مدرسة الشيخ المؤسس زايد آل نهيان طيب الله ثراه يستقون وينهلون منه سمو الأخلاق والشهامة في العروبة، كيف لا، وهم من المغدقين على لبنان بالخير والعطاء ومستمرين بإذن الله بالحفاظ عليه أخاً في كنف جزيل رعايتهم واهتمامهم به دون قيود أو شروط، وكل ما تتمناه الإمارات للبنان هو الخير وزيادة الخير.
الإمارات وقفت دائماً وأبداً إلى جانب مصلحة لبنان،وهذا ما أكدته مجدداً حينما دعت الحاجة لدعم القييمين في الإمارات من أجل الوصول إلى حل ناجع في قضية الموقوفين اللبنانيين. فقد استدعاني اللواء عباس ابراهيم،المدير العام للأمن العام، في ٢٩ / ١٢ / ٢٠٢٠ لمتابعة هذا الملف الوطني وأشهد للواء ابراهيم عباس على مثابرته ودأبه على متابعة أدق التفاصيل،
فطلب مني الإتصال بأصدقائي في الإمارات من قيادات التيار الإصلاحي في حركة فتح وعلى رأسهم الأخ محمد دحلان أبو فادي والأخ سمير المشهرواي أبو باسل الذي لم يتوانوا يوماً عن خدمة كل ما هو في صالح العلاقات اللبنانية-الفلسطينية ووضعوا دائماً أقصى جهودهم بتصرفنا وعلى أعلى درجات التنسيق والدعم.وهذا ما حصل، أودعت في مساء اليوم ذاته تفاصيل الملف بين أيدي أبو باسل وفيه طلبنا لإطلاق سراح الموقوفين الذي يناهز عددهم الثلاثين، وطلبت من أبو فادي وأبو باسل دعمهم في هذه القضية،وقد أكدوا لي دعمهم المطلق ومنذ اللحظة الأولى أبلغوني بالوصول إلى حلٍ مُنصف لكل جهد بذلته ويرضي الجميع. وعليه توجهت في ٦ / ١ / ٢٠٢١ إلى دبي وقد وضعني أبو باسل بالصورة في ما يتعلق بالإفراج عن الموقوفين والحل اقتضى بإطلاق سراحهم على دفعات.
وعلى أثر وصولي بعد أيام قليلة أفرجت السلطات الإماراتية عن الخمسة الأوائل، أربعة في البدء وتلاهم واحد لاحقاً كبادرة حسن نية، ومن ثم تم إطلاق سراح ثمانية وصلوا اليوم بعد الظهر كدفعة أولى من الموقوفين،ونحن نشكر الله على التيسير ونشكر دولة الإمارات على مبادرتها السريعة ونتمنى وكلنا رجاء أن تنظر دولة الإمارات الشقيقة إلى الباقين بنفس عين العطف التي نظرت بها لدفعة الموقوفين الأوائل الذين أفرجت عنهم،فتكون أجمل عيدية لنا ولأهاليهم ولبنان في عيد رمضان والفطر المبارك عساه خيراً علينا جميعاً،وعساه يزيد من الطيبة والأخوة والأواصر بيننا وبين القيادة الإماراتية الحكيمة. فالإخوة في التيار الإصلاحي في حركة فتح ضموا جهودهم إلى جهودنا والأمر كان على قاب قوسين من التتمة، فالإمارات والأمراء والشيوخ أحاطوا القضية باهتمام خاص ما عمّق مشاعر الأخوة بين لبنان والإمارات، وقد أبدى المعنيون رغبتهم في استقبال اللواء عباس ابراهيم في أبو ظبي تقديراً له ولجهوده الوطنية وتأكيداً على ثبات العلاقة والمحبة بين الطرفين، فأعطوا له التطمينات الكافية والعادلة التي بلّغ عنها في الإعلام وخاصة على تلفزيون الحرة بعد أن تم الإتفاق بين المعنيين واللواء على التفاصيل إثر زيارته لهم.
إن حلّ هذا الملف أتى على قدر طموحاتنا ومنصفاً للجميع ونشكر بعمق القيادات الإماراتية على تلبية طلبنا الوطني،وأن نتائج حلحلة هذه القضية ستنعكس على العلاقة اللبنانية-الإماراتية وتزيدها توطيداً وتكافلاً،والحل أتى بصناعة لبنانية-إماراتية، وهذا ما نادينا به دائماً، وعرّابو هذا الإتفاق هم المسؤولون الإماراتيون الذين أكرمونا بخُلقهم وأخلاقهم واللواء عباس ابراهيم الذي يحرص على العمل دون عراضات ودون استكانة والأخوة في التيار الإصلاحي الذين لم يوفروا جهداً، والبركة في صداقة موضوعية وشفافة، فلطالما ساعدنا الأخوة في كل مهمة وطنية تنعكس بالخير على المنطقة العربية ولبنان تحديداً ومعهم قد نقلنا سوياً مستوى العلاقات اللبنانية-الفلسطينية والتعاطي مع المخيمات إلى أرقى الدرجات.
أما الفضل الأكبر هو لدولة الإمارات التي ترفعت عن كل الصغائر واحتضنت لبنان وطناً وشعباً فأكدت لنا عمق وخالص محبتها لنا جميعاً، وأنا بدوري ممتن للقيادات الإماراتية التي استجابت لنا والوعد منا جميعاً العمل لتعميق العلاقة وتوطيدها وحمايتها من كل تهديد فمن يكون له سند بهذا الرقي بالتعامل لا يمكن إلا أن يؤسس بذلك لمزيد من التطور والنجاحات على مختلف الأصعدة واليد باليد لوطن عربي أفضل، ونحن في لبنان نؤكد مجدداً، جميعنا، بمختلف شرائحنا وأطيافنا، على توقنا للعمل جنباً إلى جنب مع قيادة الإمارات على المستوى السياسي ومختلف الأصعدة بما يخدم خير البلدين ومستعدون للتعاون الحثيث العربي الصرف.
شكراً دولة الإمارات،شكراً من القلب، لبنان من وجعه صرخ أنا العربي، والإمارات لبت النداء واحتضنت لبنان.
ميشال جبور