وبعد نهب الخزينة،صيدليات خاوية وبلد يتم إفراغه من شعبه بقلم ميشال جبور

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

كم هو جميل هذا البلد الصبور المثابر على الحياة على مر الزمن،هذه الجنة الصغيرة في الشرق الأوسط،وكم هو مظلم هذا النفق الذي أوصلنا إليه أهل سلطة منافقون،نهبوا المال العام وقبضوا على صوت الشعب وتسببوا بحبس أموال المودعين وبإنهيار وطن لم يعرف الهزيمة عبر سنين الحروب.
تهريب مستمر للبنزين والمازوت وبدل أن يهددوا المهربين يرابطون على تهديد الشعب بالعتمة فيقف طوابير أمام المحطات،مشهد مرعب وقاس ٍ، وكأن اللبناني لا تكفيه همومه زادت هواجسه بحثاً عن محروقات ربما تشعل إرادته على الإستمرار،فيزيدون على كاهله عبء تأمين الدواء، صيدليات شبه خالية من الدواء، صيدليات قاحلة لا تجد فيها أبسط الأدوية فحدث ولا حرج عن أدوية الأمراض المزمنة وعلاجات الأمراض المستعصية. يقضي اللبناني نصف نهاره يتحسر على وطنه الذي يئن من حكام وقحين لا تهمهم سوى الطبخات الإقليمية فيعلقون مصير البلد على كف كراسيهم ويقضي نصفه الثاني بحثاً عن الوقود والدواء والغذاء،فالدواء بات كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، وأغلبه مفقود، حتى أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية مفقودة كلياً والحال كذلك حتى للأدوية العادية،صحة اللبناني باتت في مهب الريح والمستشفيات مهددة بالإقفال لعدم قدرتها على استقبال أي مريض نظراً للشح الكبير في المواد والمستلزمات الطبية وهذا إن تناسينا هجرة الأطباء الإختصاصيين، لبنان فقد إلى الآن أكثر من ألف طبيب اختصاصي والعدد يرتفع بين يوم وآخر في بلدٍ لا أمن صحي ولا أمن طبي فيه.
اللبنانيون مهددون في كل لحظة ليس فقط بصحتهم بل بغذائهم فالكثير من أنواع الغذاء قد فقد أو حتى انقرض بسبب تفاعل الأزمة التي أغرقنا فيها من يفترض بهم أن يراقبوا أمن المواطن الصحي والغذائي والإقتصادي،فأين هم الوزراء اليوم؟ أين هي إدارات وأجهزة الدولة؟ أين هي الأحزاب التي تتحكم بتركيبة النظام السياسي برمته؟ الكل يتنصل من الشعب المتروك لبراثن العوز، الكل يتنصل من اللبناني الأبي الذي ما زال يملك عزة النفس ويترفع عن الذل، حتى العلم أصبح في مهب الريح،فلا دعم للجامعة اللبنانية الوطنية كي تكمل رسالتها العلمية والثقافية، فهذه جامعة الكل وبالأخص جامعة الفقير وجامعة كل من لا يملك الحظوظ في الذهاب إلى التعليم الخاص. فالذي يجري اليوم هو تدمير للعلم وتدمير للجامعة الوطنية التي صدرت أفضل الدكاترة والعلماء وساهمت في نشر العلم والثقافة. إنه الزمن الأسود، إنه الكذب والنفاق والوعود الفارغة التي أغدقوها على الشعب واستولوا على البلد كاللعنة وأوصلوه فعلاً للجحيم بعد بتر الإقتصاد وتدمير القطاعات الواحد تلو الآخر بعد أن كان لبنان جوهرة للطبابة ومستشفى الشرق،بعد أن كان لبنان واحة للعلم، فما تركوا شيئاً وحتى القضاء أعجزوه.
أما آخر الفصول وزير خارجية غير متزن حقرّنا أمام إخوتنا العرب وأشقائنا وجعل منا اضحوكة الدبلوماسية والسياسة، وما بقي لهم بعد النهب والسرقة والإنتفاخ من الصفقات إلا أن يفرغوا لبنان من شعبه.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى