من قلبي سلامٌ… لك يا بشير بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم
أذكر أياماً عصيبة مررنا بها، أيامٌ جائرة على لبنان وعلى الحبيبة بيروت، لكننا يوماً لم نتراجع والشعب كان بجانبنا، لم نخدع الشعب ولم نهمل واجباتنا وكانت اللقمة من فمنا تذهب للناس أولى بها، فخامة الرئيس بشير الجميل،كم نفتقدك اليوم، كم نشعر بالفراغ الذي تركته، اليوم وأكثر من أي يوم، لأنهم خدعونا، أشتكي لك يا من في السماء تبتسم لنا بوجهك الخالد نقشاً في قلوبنا، خدعونا على مدى ثلاثين عاماً وما زالوا يضحكون بوجهنا ويختبئ الفساد في أحضانهم وخلف ظهورهم، هم حماة الإستهتار والإهمال والصفقات والتلزيمات والتنفيعات، وعلى حساب من، على حساب الشعب وقليلي الكسبة.
فخامة الرئيس، أحاول جاهداً في كل مرة أن أُفرح قلبك بخبر جميل عن مهمتك، مهمة ال١٠٤٥٢ كلم٢،أحاول يائساً أن أنقل لك صورة عن رونق بيروت،ست الدنيا،لكنني أفشل وهذه المرة لم أفشل لوحدي، بل أفشلونا جميعاً،أهل السلطة المزدرين بمصير الشعب وقوت الناس، المستهترين بحياة العباد والمخادعين المنافقين قد دمروا بيروت يا من ضحيت بعمرك لبيروت وقلبوا لبنان رأساً على عقب يا من استشهدت للبنان ولأجل تمسكك بكل لبنان وأبنائه.
سيدي الرئيس، أذكر يوماً كنا فيه شياطيناً بوجه العدو، حاربناه في الشوارع والأزقة ودحرناه عن بيروت وشوارع بيروت ومناطق بيروت، أما اليوم يا قائداً بجبينك العريض، أهل السلطة أخذوا دور الشياطين، شياطين الإستغفال والإستكبار على الناس، فدمروا بيروت أشد تدمير، اغتصبوا بيروت بإهمالهم وقتلوا البشر ودمروا الحجر ومن ثم عادوا ليبتسموا بوجهنا ويتقاذفوا التهم بغية الإفلات من العقاب.
الأشرفية التي كنت تجول شامخاً في شوارعها وتهتف لك الأمهات وتتهافت عليك الناس وترشك بالأرز والورد، هذه الأشرفية التي عرفتها تبكي اليوم وكل منطقة في بيروت تشعر باليتم،اجتاحها وباء كورونا وانقض عليها التدهور الإقتصادي والمالي ومن ثم أكمل الحكام جريمتهم وفجروا مرفأ بيروت بأطنان من نترات الأمونيوم تستروا على وجودها لحوالي عقد من الزمن، هؤلاء من أدموا لبنانك يا فخامة الرئيس ولم يخرجوا يوماً من ذهنية المزرعة، أدخلوا الكورونا بتقاعسهم وأهلكوا البلد بسرقتهم ومن ثم فجروه بإهمالهم وشهوتهم للمال ومتاجرتهم بمصير الوطن.
معك وبالنضال كنا جمهورية لا تعرف الخوف أما الآن فالخوف دبّ في كل لبناني، زرعوا الخوف في نفوسنا، أصبحت حياتنا مهددة في كل لحظة، شعور سقيم لم نشعر به في أقسى أيام القصف في حرب المئة يوم، إنهم قتلة صامتون، سفاحون يحضرون جريمتهم بصمت ومن ثم يحاضرون بالعفة ويرافعون بتاريخهم،وتاريخهم تاريخ أقزام ما تجرأوا يوماً إلا بعد رحيلك يا غالي على قلوبنا يا بشير يا حي فينا.
فخامة الرئيس والقائد بشير، في مثل هذا اليوم اغتالوا الجمهورية واغتالوا لبنان لكنهم لم يستطيعوا أن يقتلوك لأنك خالد بمشروعك يا رجل الرجال يا صنديد الأقوياء يا كلمة الدولة القوية الحرة، لم يستطيعوا قتلك لأنه لا يوجد اليوم لبناني حر إلا ويفكر بك وبأقوالك وكلماتك تصدح على كل وسائل التواصل الإجتماعي وهذا ما يرعب خونة لبنان، صورهم ورق على جدران تتمزق، أما صورتك جبل لا يهتز وعرش لن تقوى عليه قوى الجحيم، سنين قد مرت، وما زلت حاضراً في نبرتك العنفوانية وتكاتف يديك على بعض عندما نستمع لبعضنا البعض، العمر قد صفع ما يشاء لكنه لم ينال من الصلابة التي زرعتها بداخلي ولا من حبي للبنان،
لقد علمتنا جميعاً عشق لبنان وغرام بيروت،وباقٍ على خطاك مهما بقي من العمر، باقٍ على التحية الكتائبية ومحبة الناس وخدمة الله والوطن واللبنانيين،وحلمك بلبنان الكرامة ما زال يسطع في أعيننا وما زلنا نناضل من أجله، نعم، سيدي الرئيس ما زال حلمك بجمهورية أبية وشريفة ملجأنا من هؤلاء المتطاولين على لبنان، يقطعون وينكلون به بما تشتهي مشاريعهم التي لا تشبه لبنان، لكن ما زال للبنان رجالات فذة وسيأتي يومٌ ترتعد الأرض تحت أقدام كل من تاجر وباع بالوطن، سيأتي يومٌ نقوم به بعد أن تم صلبنا مراراً وتكراراً، وستستعيد بيروت جمالها بعد تشويهها وسينبض قلب لبنان بدقات قلبك العازمة على قلب الطاولة على رأس هذه البوطقة من المجرمين، اغتالوا الوطن واغتالوا التاريخ لكنهم لم يقتلوك ولن يستطيعوا ولن يركعوننا.
في مثل هذا اليوم من كل سنة وكل يوم في السنة، صباحي دون صورتك لا يكتمل، والشكوى للرب يا فقيد لبنان، ولك من قلبي كل الشوق ومن بيروت سلامٌ لك يا بشير.
ميشال جبور