بيروت الحُلم…بقلم فرح نسيب نصر

 


صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم

 

نشرب نخبك يا بيروت في كأس من الاحزان فاض به التعب

نشرب نخبك يا بيروت في كأس تخمر دمع و غضب

نخب شبابك نخب حقك الذي سلب

لقد اعتدنا الحداد منذ زمن

فأصبح الاسود من لحمنا و جلدنا و ارتدانا غدرًا قبل ان نرتديه طوعًا

و فشلنا في نكرانه فأصبح ينتمي إلينا اكثر من ذاتنا

كالكابوس اللعين أو كأنشودة غربةٍ في وطن لا يشبه الأوطان

فتبدل شروق أيامنا بالظلام والغروب

ترى من بدلك يا جميلة العواصم

من باع شبابك للمجهول

من تاجر  بكتابك بصليبك… تُرى من المسؤول…

يحاصرني رمادك يا بيروت

وكأن ذلك الحطام من لحمي و دمي

وكأن بيوتك و ركامك المدفون فوق آهات الجميع من هيكلي و عظامي

وكأن شوارعك المقطوعة فيها من صلبنا و عودنا…

لقد غمرنا الخجل مع كل دمعة أم و صرخة أخت و أنين زوجة

لقد صفعنا العار مع كل قطرة دم

نحن الأحياء في الدنيا لم ننجوا من الألم

لقد خطفنا طيف الموت فتركنا أجسادًا بلا أرواح كهياكل الخيبة

عراةٌ من الرحمة و الأمل

إن صمتنا أبلغ من الكلمات يا بيروت

فالكلمات فيها من الإعراب و الأدب ما لا يليق بحكامنا…

لن أرثيك يا بيروت

لانك مازلت على قيد الحياة و الحب

لأنك مازلت حيةٌ في شبابنا و وجداننا الحزين

لأن صخب الحياة فيك مازال يوقض صمت أيامنا

أخيرًا لا تخافي من الظلم أبدًا

لأن بيننا و بين المجرمين نار و حرب

وتلك النار التي أُشعلت في قلوب سكانك

ستشعلها عدالة السماء و الأرض في قصورهم و فسادهم….

 

فرح نسيب نصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!