إلى اللقاء يا رفيقة جوسلين بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم
نذرت نفسها للبنان،نذرت نفسها لقضية لبنان يوم داهم الخطر لبنان وهدد كيانه وجغرافيته، حملت بندقيتها وتسلحت بأفراد عائلتها الذين لبسوا بذة الكتائب وقاتلت بكل ما أوتيت من قوة وصلابة، قادت جبهات لا يجرؤ أي رجل على قيادتها وعلمت رفيقاتها كيف تكون المناقبية وكيف يكون القتال من أجل الوطن وبقائه.
وداعاً يا رفيقة جوسلين، يا قائدة المعارك ومعلمة أجيال الكتائب ومؤسسة الفرق والمؤسسات، بذة الكتائب ما كان يوم حجمها إلا بحجم اندفاعك العميق للدفاع عن إيمانك بلبنان وطناً نهائياً للبنانيين، ولم ترضى عائلتك يوماً سوى براية لبنان عالية فوق الجبال، فكان أهلك من أشد المقاتلين لأجل القضية.
أنت المقاتلة الرصينة والفارسة التي خطت انتصارات الكتائب في أحلك الظروف وأعتى الأعداء،وأنت المؤمنة التي كرست نفسها لخدمة المسيح يوم انتهت الحرب، فأحببت بإيمان عميق البابا يوحنا بولس الثاني الذي كان قدوة إيمانك. كنت وستبقين مثالاً للمقدامية والإستبسال يحتذى به ونعلمه للأجيال، إسمك ما زال يرن في ساحات المعارك ومهابتك حاضرة أبد.
صارعت الموت الذي أوشك أن يستسلم لأنه عرف أنه أمام مقاتلة من الطراز الأول غير أن الرب ارتضى لك الراحة في جنته بعد تضحياتك الباسلة للبنان.
ترحلين اليوم ولن يرحل اسمك ولن ترحل صورتك، أنت رمز للمرأة المناضلة والمؤمنة بقضيتها، برحيلك تأخذين فلذة من الكتائب ترفعينها لكل الشهداء.
سنشتاق إليك،سنفتقد روحك الأبية وشغفك بلبنان،نامي بسلام بجانب البابا يوحنا بولس الثاني. ستبقين في صخرة الكتائب وفي أذهاننا لن تهتز صورتك بألوان الكتائب مع الرفاق أبداً، أنت رمز للكتائب وأيقونة لزمن النضال الصارخ من أجل بقاء لبنان.
إلى اللقاء يا رفيقة كتائبية،إلى اللقاء جوسلين خويري.
رفيقك ميشال جبور