الخيام ….وكفى ..بقلم مفيد سرحال
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
رفعةٌ هامُ الخيام..
وعبير الدم ينفح عطرا”
يسبق أفواج الغمام..ونحن إن تكلمنا عن رِماحٍ في الخيام
فكالبحر الكلام.
ليست كأخواتها المدائن في عاملة، جامح رأسها لا بل سابح كما رأس النسر نحو سهل الحولة ومتكور جسمها باسترخاء سكاني ليصل إلى تلة الشريقي وإبل السقي حيث طريق عام حاصبيا -مرجعيون ويفرد النسر جناحيه شرقا نحو مزارع شبعا وحرمون وغربا يهز ناصية قلعة الشقيف .
سعى العدو الصهيوني لأسر النسر، بعد 62 يوما من الحرب على لبنان بعد ١١ شهرا من الإسناد لتطويع الخيام وهدم أعمدتها منذ اللحظة الأولى لبدء العملية البرية في المستويين الأول والثاني من الهجوم حاشدا فرقة الاحتياط 210 والفرقة 98 بغية تسييل القفزات الميدانية في سلة هوكشتاين وجني الثمار السياسية التي في حدها الأدنى الرقابة الجوية والحركة الميدانية الحرة جنوب الليطاني إيحاء بخاتمة مصير أقل ما يقال فيه إنه إشهار هزيمة لبنان ومقاومته واغتصاب للسيادة الوطنية اللبنانية وهتك للأمن القومي اللبناني.
خاب ظن العدو فالخيام بصرف النظر عن كونها حاضرة وازنة عمرانيا وسكانيا شأنها شأن بنت جبيل والنبطية وصور و….
إلا أنها قلعة من قلاع المقاومة الرابضة على مرتفع يقارب ال750 مترا عن سطح البحر وتبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية قرابةالـ5كيلومترات .ورمزيتها تكمن في ذاكرتها النضالية معتقل الخيام الذي شكل كسر أغلاله عام 2000 النذير لفك أغلال الجنوب اللبناني المعتقل لعقود في زنزانة احتلال بغيض.
ولأن احتلالها هدف استراتيجي ومنجز معنوي نفسي ينطوي إعلاميا على صورة نصر كما في آن يُسهِّل الوصول إلى الليطاني من أقرب نقطة للحدود وفصل البقاع عن الجنوب والوصول إلى أطراف البقاع الغربي الجنوبية عند برغز والأحمدية سواء عن طريق الاستشعار اللصيق بالنار أو التموضع وانكشاف القرى إلى مديات تصل إلى سد القرعون.
لأنها كذلك كان الموت يلهو على زنديها والوقت من دم وكانت ولا زالت أشجع ما رأت عين وأفصح من ارتجل أساليب وتكتيكات الصد والرد .. أيقونة ملحمية ، أعجوبة حربية تُروى وتدرَّس عن رجال أعاروا جماجمهم لله ، أين منها معارك المدن الكبرى في الحروب العالمية، إعجاز قتالي، وفي ملكوت رجال الله طُحِنت أسفار اليهود وخرافات التلمود وكل مصطلحات نتنياهو حرب النهضة، حرب التكوين،العماليق،… وغيرها من نصوص سرقها اللصوص من حضارتنا وتراثنا الإنساني أي تراث كنعان وبابل..
ما وصل بالتواتر عن الميدان مفخرة أين من سموقها عش النجوم وأين من رجالها الصناديد الأباة أعز الرجال الذين ولدتهم أرحام النساء ،أربعماية غارة طيران وخمسة آلاف قذيفة مدفعية وهجمات مستدامة وشهران من العدوان وطوق كماشة شدقها الأول من الجنوب الغربي ناحية المطلة باتجاه باب الثنية وتلة الحمامص وشدقها الثاني من الجنوب الشرقي بين الماري والوزاني وسردا والعرب امتدادا حتى نبع إبل السقي والنتيجة أشراك ومفخخات وكمائن وقتال التحامي وعراك بالسلاح الأبيض وتصدُّر أخبار الإعلام العبري بصورة شبه يومية لازمة حدث صعب في الخيام… ومأزق كبير لغولاني في الخيام و…
لقد نقل شاهد عيان سير المعارك بأنها ملحمية خمسون دبابة تطوق الخيام ومن دخل إلى حواشي البلدة من كل الاتجاهات تَفحَّم..
وبعد.. تأتي موجات القصف وعصف الغارات كأنها الزلازل وما إن تتوقف حتى تبدأ الهجمات الارتدادية فيخرج رجال الله من تموضعاتهم ويبادرون بالهجوم تؤازرهم الانقضاضيات العاصفات أما الضباب فقد سخَّره الله خيمة للشباب فيعم فيضه ممهدا الطريق للكي والشي…
ويا بعد روحي دماء فوارة ونفوس غوارة غارة إثر غارة وعبثا حثت الأقدام الهمجية الخطى لتخطي ساحة الخيام أي وسطها فكان التَّوهان والارتباك زادُ الغازي كلما أعاد الكرَّة.
شتاء الخيام أهوال وريح صرصر وكورنيت وأكثر .
يقول المراقب رجال الله أسود ليسوا بشرا ولا طاقة لجيش يهوه على مقارعتهم … نتنياهو يقتل المدنيين ويهدم الأبنية ورجال الله يجرون جيش يهوه للمقتلة بعبقرية بائنة، فالمجازر المتنقلة يقابلها هدم ممنهج للجيش الصهيوني المتأرجح بين الإرهاق والجحيم ألم يقل ايهودا باراك ناصحا نتنياهو لا تأخذ جيشنا إلى الجحيم. ..وأيضا بين العزوف عن الالتحاق بالخدمة والانتحار والانهيارات النفسية وتراجع قوات الاحتياط والنزف اليومي المتراكم للجنود والعتاد …إنها عقيدة السيد تجميع النقاط حتى إسقاط عمود الكيان، عنيت الجيش المهترئ المهان في الميدان والهجرة عن أرض ليست ملكا لهم وحسب المتوترين من صافرات الإنذار التي تقض مضاجعهم:(يبدو أننا وُجِدنا في المكان الخطأ.) الجواب الوافي.
الخيام لن تسقط فأعمدتها كربلائيو الهوى، قلوبهم تنبض بعطاءات تلك المدرسة الجهادية الإنسانية الممتلئة بقيم الحق والشجاعة هنا مكمن السر وإرهاصات الثبات والظفر لذا ترى أنموذجا فريدا من البشر يعبر بشغف وشوق على حَدِّ شفرة حادة لأجل الكرامة والحق والعدل وحرية الأرض والإنسان .
مفيد سرحال – الأفضل نيوز