عند البعض… يوجد لكل حل… مشكلة. بقلم ميشال جبور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم

 

كنا في معركة رغيف الخبز وكان الرغيف خط أحمر عند وزير الإقتصاد الذي أعلن عن فتح معركة الرغيف، وكأن شيئاً لم يكن، وتم تخفيض عدد الأرغفة و”ترشيق” الربطة. كنا في دعم السلة الغذائية مع وزير الإقتصاد ومعركة الطحين والحبوب والعدس والفول والسكر، فاستعرض الوزير انجازاته ووعد بأن الأسعار ستنخفض وقابله وزير المال في منتصف الطريق ووعد بأن الأسعار ستنخفض أكثر، ولم تنخفض سوى القدرة الشرائية للمواطن اللبناني وانتكست جيبته بمفاعيل النصف والربع معاش بالليرة اللبنانية والدولار الذي يناطح السحاب، فقفز فوق عتبة الستة آلاف ليرة بعد أن بشرّتنا الحكومة بقراراتها وتعميماتها بالسيطرة على جنون الدولار، ولم تستطع حتى السيطرة على طوابير البشر أمام الصرافين وطوابير الناس أمام محطات المحروقات. كنا في دعم المازوت والبنزين مع وزير الإقتصاد فأصبحنا في إعطاء “كوبونات” لمن هو مطابق للمواصفات من العباد وبطريقة مطابقة أسعار المحروقات مع أسعار الدولار، هذا اقتصاص وليس اقتصاد، هذه هرطقة تشبه النموذج الفنزويلي والإيراني في إدارة معيشة البشر، وكالعادة اتجهت الحكومة كسابقاتها نحو أسهل الطرق لرفد الخزينة ألا وهي جيبة المواطن المثقل بالهموم اليومية والمدقع بشح معيشي يكاد يخنقه،ولا عجب، فإن وزير الإقتصاد الآتي من خلفية مصرفية بحتة، لا يرى سوى أرقاماً بالبشر ويشيح بوجهه عن وجع الناس ويراوغ باستخدام تعابير منمقة مثل “نريد توجيه الدعم” على المحروقات والخبز بدل أن يحسم أمره ويدعو هو الآخر لإغلاق معابر تهريب المازوت والطحين ولقمة عيش اللبنانيين.
وزير اقتصاد من كوكب آخر، وكأنه أتى لينتصر لحيتان المال وتجار الدولار على حساب المواطن، وكأنه لا يعلم أن رفع الدعم قد يبطش بما تبقى من لبنانيين يناضلون في سبيل يوم آخر، ولا يعلم أن تقليص قدرة المواطن الشرائية ستؤدي حتماً إلى خطر مباغت على الأمن الإجتماعي والصحي والغذائي وبذلك سيكون السيد وزير الإقتصاد قد اقتص من المواطن وقطّع شبكة أمانه إرباً،فأين هو وزير الإقتصاد من وجع المواطن اللبناني، فبدل السياسات الإقتصادية الفارغة والتي تزيد من طين المشكلة بلّة فلنضع الإصبع على الجرح ونوقف التهريب الجائر ونجتهد لإعادة إحياء المنظومة المالية لكي نعيد للمواطن قدرته على الإستمرار وننسج له شبكة أمان اجتماعي جديدة تعيد له ثقته بحكومته وبلده.

أما عن اجتماع بعبدا المرتقب، والذي زاد من قسمة البلد، فكيف يُعقد هكذا اجتماع ضخم يراد منه جمع الصف الأول من السياسيين على طاولة دون تنسيق مع الجهات السياسية والفاعليات ودون إضفاء صبغة توافقية عليه عبر مشاورات وتمهيد حثيث لكي تتبلور نقطة ارتكاز بين هواجس الفرقاء جميعهم مما أبعد أبرز الوجوه وأفرغ اللقاء من مضمونه قبل أن يحصل،وهل من الملزم أن يكون عنوانه السلم الأهلي والتهدئة بدل أن يكون عنوانه المواطن الكادح والمثقل أولاً وأخيراً، فعندما تضع أمن وأمان مواطنك الإجتماعي والمعيشي في أول سلم أولوياتك لن يعود لك حاجة لا أن تلتفت، لا إلى فتنة ولا إلى سلم أهلي وبالتأكيد لم تعد بحاجة للتهدئة لأنك بمجرد أن أعدت للمواطن ثقته بقدرته الشرائية وتأمين لقمة العيش تكون قد نزعت صاعق التفجير الإجتماعي.
وأخيراً، ندعو كل وزير وكل الحكومة إلى حماية كل طبقات المجتمع وتمكين قدرات المواطن المعيشية وحماية لبنان من تهريب مقدراته من المازوت والطحين والعملة الصعبة، فالمعدة الخاوية

التي لم تعد تحتمل هي التي ستطلق لكم أكبر تهديد للسلم الأهلي.

 

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى