العِلمُ نورٌ والجهلُ ظلامٌ، مقال بقلم هديل فضة
صدى وادي التيم-رأي حر بأقلامكم/
الجهلُ من أكبرِ الآفاتِ الموجودَةِ في المُجتمعِ وأخطرُها، وهو سببٌ في تخلُّفِ الأُممِ والأفراد،فالإنسانُ ملزمٌ بمواكَبةِ العلمِ والمَعرفةِ والبُعدِ عن الجَهلِ الّذي يُسبِّبُ الضَّرر، كما أنَّ جميعَالشّرائِع السَّماويّةِ دَعتْ إلى مُحاربةِ الجهلِ ونَبذِه، والتَّشجيعَ على المَعرفةِ وطلبِ العِلمِ، لأنَّالجهلَ يوقِعُ الإنسانَ في مشاكلَ لا حصرَ لها، ويُسبِّب لهُ آلاماً جسديَّة ونفسيّة.
الجهلُ يتسبَّبُ بفقدانِ الأشخاصِ عمَلَهُم، خاصَّةً عِندَ الجهلِ بأخلاقيّاتِ المِهنة.
يُوفِّرُ الجَهلُ بيئةً خصبةً لنُموِّ التّطرُّفاتِ، والأحزابِ القائمةِ على الأصلِ، أو العِرقِ، أوالدِّينِ، أو الجنس، مما يؤدّي إلى ضياعِ الأُممِ وتدهورِها،يُعتبرُ الجهلُ خطيراً جداً، وقدْيقودُ للوفاةِ وصعوبةِ التّمييزِ بينَ الخطأ والصوابِ، وعدمِ القدرةِ على إطلاقِ أحكامٍ سليمةٍوصحيحةٍ مِن أكثرِ الأسبابِ الشائعةِ المؤديَّة للفقرِ.
لا يزالُ المرءُ عالمًا ما دامَ في طلبِ العِلمِ، فإذا ظنَّ أنّهُ قد علِمَ فقد بدأَ جهلُه.
يظلُّ الصِّراعُ بينَ العِلمِ والجهلِ مُستمراً ومحتدِماً على مرِّ العصورِ والأزمِنة فهُما في حالةِتنافُرٍ وتناقُضٍ دائِم لا يُمكنُ لهُما أن يلتَقيا عندَ نقُطةٍ مُعيّنةٍ أبداً··
فالكونُ شاسعٌ بينَهُما في عمليَّةِ المُدخِلاتِ والمُخرِجات النّاتِجةِ مِن أفكارِهما للإنسانِ،ويعمدُ الجهلُ على لمسِ مكامِنِ الضَّعف لدى الإنسانِ والمَسارِب الّتي يُمكنهُالولوجُ من خِلالها حتّى يُغيِّر المفاهيمَ الصحيحةَ ويزرعُ الشَّكّ في المعلوماتِ المخزنةِبالذاكِرة·
ورغمَ تعاقُب الأعوامِ إلّا أنّه يظلُّ صامِداً في كلِّ زمانٍ ومكان، لأنّ لَه أعواناً يساعِدونَه فيصولاتِهِ وجولاتِه بدليلِ أنَّنا في الألفيَّة الثالثةِ ولكن مازالَ هناكَ أميونَ ومتحجِّروا التفكيرِلكنَّ الأمرَ المُفرحَ أن قوّةَ العِلمِ بدأت تَغلِبُ هذا الشَّبحَ الخفيّ.
ليلُ العقلِ حيثُ لا يوجدُ فيهِ قَمرٌ ولا نُجوم، ولا أعتقِدُ بأنَّ المَعنى اختلفَ في الزَّمنِ الحَديث،لِذا حاوِلوا التّغلُّب عليهِ حتّى لا يجعلُنا نَعيشُ بلا نُجومٍ تُزيِّن حياتَنا.
لِذا سَنرَى في المُستقبَلِ القريبِ الخَلاصَ الّذي نَنشَدُه من هذهِ الآفةِ المُزعِجَة.