وَجَع المغتربين ( قسرًا ) ….بقلم رشا فايق في فرنسا
… أعيش كما يعيشُ المُغتربين، حَالة إِنفِصام … ملجئي بِخير، وموطِني مُتكبّشةٌ بِه الشرور، عملي بِخير، وأخي في الوطنْ عاطِلٌ عنْ العمَل، أتنفسُّ الهواء النقي، وأصدقائي يختنِقون مِنَ السُموم، أضيء الشموع إحتفالاً بعيدٍ أو نجاح، تضيء أمّي الشموع بسبب إنقطاع الكهرباء، أقِف في طابورْ الإنتظارْ لحضور مسرحيّة، وتقِف أختي في طابور البنك بإنتظار مسرحيّة من نوعْ آخر، أكتئبُ فأمارسُ الرياضة، تكتئِب رفيقتي، مِن شِدّة الهموم، فتنتحِرْ، أتعب من دفعْ المستحقّات للضرائبْ، ويتعبْ أخي من عدمْ قدرتِه على تأمين لُقمة العيش، أتنزّه بجوار نهرٍ نظيف، ويتنزّه رفيقي إلى المخفر بعدْ إستدعائه للتحقيق، أتغنّى بالإنتفاضة فأتكلّم، يتغنّى صديقي بالإنتفاضة، فيُسجنْ، أتفاخرْ بوطنْ كانَ جميلاً، فأجِدُ العدوّ قدْ حوّل المستوطنات لِجنّة، أتباهى بِشهداء قضوا بالدِفاع عن الوطن، وأجِدُ الوطن لا يتباهى بأحدٍ مِنهُم، أفكّرُ بالوطن، والوطن لا يفتكِرُ لأحدٍ مِنّا، لأنّهم باعوه، منذ عُقودْ. أنا منفصمة الشخصيّة، لِحين إسترداد الوطنْ
رشا فايق