يوم سال لعاب… رئيس جمعية المصارف بقلم ميشال جبور

 

 

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم

 

في دستور المصارف اللبنانية شيطان بين السطور، يقرضك درهماً ويطالبك برده قنطاراً،
ولا أحد يستطيع أن ينكر أن المنظومة المصرفية جنت الأرباح الطائلة التي فاقت عشرات المليارات من الدولارات، وهي أرباح استثنائية لم تفرض عليها الدولة اللبنانية لا ضرائب تصاعدية ولا رفعت الضرائب عليها ولا شيء من ذلك القبيل، كقواد يترك من حين لآخر الحرية للعاهرة أن تأخذ قسطاً من الراحة.
فالعلاقة المتناغمة بين جمعية المصارف وبعض من أهل السياسية لم تتزحزح يوماً وبرعاية حاكم مصرف لبنان، الصفقة جارية بكل مفاعيلها والدين العام مستتر، ولا أحد يراقب الآخر تماماً كما في الكباريه… فحش واستفحال منظم “ولا مين شاف ولا مين دري”، جنت المصارف ارباحاً هائلة ومعظم هذه الأموال ذهب لتمويل مشاريع خارجية يقال، ونحن لا نصدق هذا القول، أنها خسرت، وغالبية المستفيدين هم من أهل السياسة، الذين نهبوا وغرفوا من الأرباح وهم يحمون هذه العلاقة الحميمة، إلى أن وصلنا إلى سليم صفير.
طبعاً نحن لا نريد الغوص بعلاقاته الحميمة ومغامراته العاطفية، ولا نريد التشهير بعلاقاته الإجتماعية المشبوهة لا من قريب ولا من بعيد، غير أنه بالفعل بركيلاً ومن العيار الثقيل،وكبرت “الخسة” برأسه حتى بات لا يستجيب لا لمصرف لبنان ولا لتعميمات حاكمه الذي بات محرجاً أمام المجتمع وأمام الدولة لدرجة أنه سيدعو في الساعات المقبلة لإجتماع مع الجمعية لكي يسائلهم عن تعنتهم بعدم تنفيذ التعميمات، فجمعية المصارف تتصرف بما يحلو لها والعاهرة فتحت على حسابها، وأموال المودعين اصبحت مسجونة في حين هم بأمس الحاجة إليها، فالناس جاعت، وجمعية المصارف بقيادة ختيار الطرنيب تغلق وتفتح وتخنق الناس ولا حسيب ولا رقيب، فالمصارف على ما يبدو لن تساعد ولن تمول اقتصاد الدولة إلا إن حصلت على صفقة جديدة،فالصفقة القديمة انتهت والبلد أصبح رهينة المصارف، فسليم صفير مخضرم ومحنك وباستطاعته أن يعطي قرضاً شخصياً للشيطان إن اراد وبشروطه، وكل اجتماعاته بالمعنيين هي مضيعة للوقت، وهو يراهن على الوقت لكي يختنق البلد، وهو ما إن استشعر ذلك لبس ثوب الحمل وخرج من الكواليس بنظرية إبليسية، بيع ممتلكات الدولة، وجد سليم صفير ضالته، صفقته الجديدة لكي يؤمن استمرارية امبراطورية الدين والإقراض، وكل حديث عن عدم التعرض لحرية القطاع المصرفي والإقتصاد الحر ما هو إلا جرعات سم صغيرة يقدمها كارتيل المصارف للرأي العام، فأين الحرية عندما تُحجز أموال الناس وتوقفهم بالطوابير على حواجز أبواب المصارف؟
سال لعاب سليم صفير أمام ممتلكات الدولة، فليس من العجب أن يأتي بشراة من الخارج، فتفاصيل الصفقة تخفيها ابتسامته الصفراوية أمام الكاميرات، وفي جهنم لا يستطيع أحد أن يجلس على عرش سليم.
نعم، الدولة لديها الكثير من العقارات والمرافق والممتلكات، لكنها ملك الشعب وليست مشاعاً لا لسليم صفير ولا لمن أكبر منه، وإن كان ثمن الحفاظ على لبنان هو أموالنا ورقابنا فليكن، لبنان ليس للبيع، فربطة عنقك يا سليم صفير هي من جيب اللبنانيين وراتبك الخيالي وراتب حاكم مصرف لبنان نعرف من أين يأتي، ونعرف… أين يُصرف وكيف يُصرف.
الدولة باستطاعتها أن تستثمر وتدير هذه الممتلكات لكي تعود بالفائدة على لبنان وعلى الخزينة، فالضريبة على الفوائد التي جنتها المصارف على مدى ثلاثين عاماً ولم تدفعها البنوك لا يمكنك يا سليم صفير أن تسحب اضعافها من جيوب اللبنانيين، فلا أنت ولا “اللي أكبر منك” ستستطيع على ذلك، ولعابك امسحه عن وجهك بسرعة لأنك انكشفت أمام الجميع.

 

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى