لبنان يصرخ،أنا العربي،أين أنتم يا أخوتي؟بقلم ميشال جبور

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

لا أحد يستطيع أن ينكر، ليس فقط في لبنان بل في كل العالم العربي وأمام المجتمع الدولي، أن الأخوة العرب هم الذين كانوا أصحاب الأيادي البيضاء والمعطاءة التي انتشلت لبنان من آتون الحروب ومن الكبوات الإقتصادية والمالية،

ونحن،كشعبٍ لبناني،ما زلنا أوفياء وما زلنا نطالب بالعودة إلى الحضن العربي الدافئ الذي لم يبخل علينا يوماً ولم يفرض علينا خياراً بل كانت الشورى بيننا من الند للند ونحن ونعيدها ونكررها نتوق للعودة إلى العائلة العربية بين إخوتنا الذين يشبهوننا ويشعرون بنا ونشعر معهم بالأمان والطمأنينة.

لقد فعل العابثون فعلتهم،فنهبوا الخزينة والمال العام واغتنوا من أموال الأخوة العرب إلى التخمة ومن ثم ركلوا النعمة غير مبالين بالشعب وتوجهوا إلى خيارات لا تمثل الشعب ولا تمت للعائلة العربية بصلة. أوصلوا لبنان إلى الإنهيار وأصبح نصف الشعب بل أكثر من نصفه يعيش في فقرٍ مدقع وتحت الحد الأدنى،

شعب محب ومضياف يعيش مأساة اقتصادية ومالية تسبب بها من يريد جر لبنان إلى قعر ودهاليز مشاريعه الغريبة عن المنطقة.لكن، هذا القعر الذي جُرَّ لبنان إليه إنعكس على الشعب عُزلة قاتلة وظلمة حالكة وخاصة على الصعيد الصحي،

فالدولة عاجزة عن مواجهة عواقب تفشي الكورونا بل بالأحرى تقف شبه متفرجة وتضغط على المستشفيات العامة والخاصة دون تمويل، الشعب متروك لأنياب الكورونا تفترسه، والمسؤولون والمعنيون بهذا الملف لم يبادروا إلى الآن لا بتفعيل استجلاب اللقاحات ولا بإنشاء المشافي الميدانية ولا حتى بدعم المشافي كي تستمر ببساطة،

الشعب يئن من القهر والجوع والوباء، يموت على الطرقات وأهل الحكم يراهنون على الزمن وعلى من يزال يملك خفنة من الدولارات يبددها في السوق بسبب استفحال الأسعار.

لا يجوز أن يُعاقب الشعب بسبب خيارات حكامه ولا يجوز أن يُترك شعب لا حول ولا قوة له إلا القدرة الإلهية أن تنقذه بإنتظار أن يهب أحد لنجدته، لن تستطيع الزمرة الحاكمة لا أن تُنقذ البلد ولا الشعب وبالكاد لن تستطيع تأمين اللقاحات لكل اللبنانيين، فمن ليس محظياً لديهم لن ينال اللقاح وسيترك لمصيره،

إنها طريدة نفسها تدور في حلقة مفرغة وتضحك على الشعب وتقول له أننا ذاهبون إلى الإنهيار، صيدليات مقفرة ومنازل مظلمة ومشافٍ مفلسة وبنك مركزي مبتور، والمؤلم أكثر، مرضى لا يجدون لهم عبوة أوكسيجين للتنفس وللعلاج من الكورونا ومستشفيات أفلست وأقفلت ومستشفيات ذاهبة إلى الإفلاس والإقفال.

اليوم، وقبل أية لحظة تأخير، فليستجب الأخوة العرب لنداءات الشعب، نكرر، لنداء الشعب، فما ذنب الشعب، إن كان حكامه ناكري الجميل فليتحملوا نتيجة خطئهم لكن لا للتضحية بالشعب ،فليستجب الأخوة العرب لصرخة من عمق وجع لبنان وليبادروا إلى احتضان الشعب وتأمين اللقاحات له واستنهاض الجهود الطبية عبر تأمين الدواء والمستلزمات الطبية والمشافي الميدانية بالعتاد اللازم وضخ المال لإعادة المشافي إلى سابق عهدها،

لبنان لطالما كان مستشفى الشرق والطب فيه متقدم قلباً وقالباً ولطالما كان وجهة كل طالبٍ للعلم وطالبٍ للعلاج، فأيها الأخوة العرب لبّوا النداء وهبّوا لمساعدة الشعب اللبناني،وإن كان هنالك تخوف من ضياع المساعدات لغير وجهتها فلتكن مساعدات هادفة ومباشرة إلى المعنيين بها عبر صندوق لمساعدة لبنان يؤتمن عليه طاقم نظيف الكف من خياركم او فليستلم الجيش اللبناني زمام الأمور فهو المؤسسة الوحيدة القادرة على العمل بمساحة واسعة وبشفافية وقادر على الوصول بشكل ناجع إلى كل بيت وكل مواطن موجوع، حتى يُقال في التاريخ، صرخ لبنان، أنا العربي،فهب العرب لنجدته،وأنقذوا الشعب.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى