فساد الارض والسماء ….

 

بقلم : نعمت حيصون

يُحكى أن فنانة من قبيلة أمازيغية كانت مدعوة في رفقة فرقتها لإحياء حفل رسمي و كان من بين الحاضرين القاضي المقيم و كبير رجال الشرطة و الجند.. كان أداء الفنانة مبهراً و كان اعتقاد الشرطي خاطئاً لما قدَر أن في انفتاحها مدخلاً لرخص ممكن ربما فريسة سهلة المنال بالنسبة لمقامه لقضاء سهرة خاصة. اعترض طريقها و هي تحاول الانصراف لحال سبيلها كلمها بهدوء نظرت له نظرة إشفاق و انسحبت، تجرأ ليرغمها على الذهاب معه فرفضت، جرب اقتيادها بالقوة فانقضت عليه كاللبؤة و مزقت زيه الرسمي. كان من الطبيعي أن تُعتقل.
دفعت إيطو الثمن لكنها دخلت التاريخ كامرأة دافعت عن كرامتها و بقيت حكمتها تتردد بين الجبل و الأزغار.
تذكرني قصة هذه المرأة بنسوة بلدي في جنوب لبنان إبان الاحتلال الصهيوني الظالم.
كان النسوة حينها يقومون بغلي الزيت ورميه على جنود الاحتلال.وكن يرفضن الخضوع والخنوع لغير الله,فمنهن من دفعن حياتهن من اجل العزة والكرامة,وما زلن هؤلاء النسوة يتحدين الصعاب الى جانب الرجال ويقدمن فلذات الاكباد شهداء وقرابين من اجل الوطن والكرامة…ولكن…
إذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقو فيها…
عذرا ايتها النسوة المضحيات وعذراً ايها الشهداء الاكارم…
يا شهداء كل الوطن…
شهداء الجيش
شهداء الشعب الابي من كل الاطياف…
عذرا ان فسدت ارض وطنكم.
نعم فسدت بحكام جور وطغيان,يملؤون بطونهم كنعاج لا تشبع,حكام لا يبالون بجوع الناس والفقراء,لا يرف لهم جفن من اجل برد الاطفال في شرق الوطن وغربه وبقاعه وشماله وجنوبه,لقد اتخموا بالمال والعقار والاملاك والاهواء,فهذا حاكم يتحدث عن الفساد وكله فاسد من رأسه الى اخمص قدميه,وذاك وزير او مسؤول او نائب يتحدث عن معاناة الناس وهمومهم وهو اشد كفراً ونفاقاً بالبلد والوطن والعيش والشعب.
ارض وطني فسدت,,,
الماء ملوثة
الهواء يحمل لنا نسمات الفايروس المخصب.
الشمس تحجبها غيوم احتراق النفايات في ارجاء البلد.
اما الغذاء فسرطان وحدث ولا حرج.
لا وظائف سوى للمستذئبين واصحاب الوساطات والاموال الطائلة.
وإن اردنا ان نتحدث عن كل شي من امور الفساد لما انتهى مداد الكلام…
هذا بعض حالنا ايتها النسوة المضحيات.
هذا غيض من فيض ايها الشهداء …
فسدت ارض وطني….
وأما السماء فلم تبخل بعطاء الإله,فقد فتح الله ابواب السماء بماء منهمر,,, وابتسم القدر…
ووأسفاه عليك بلدي….
غرقت بيوت الناس من فساد المنافقين من الذين تكفلوا بسرقة المال العام باسم الوزارات …
متعهد هنا يحميه فلان يسرق مال الاوستراد
ومتعهد هناك يسرق مال تعبيد البنى التحتيه…
وهذا يبني اسطوله الجوي على اموال باخرات الكهرباء المستأجرة من تلك الدولة.
وهذا وهذا….
وهذي السماء ايضاً قد فسدت,ليس بنعمة الله التي لو حافظنا عليها كنا الاغنى والاقوى والامثل,إنما بطائرات العدو الصهيوني فتستبيح السماء بكبيرها وصغيرها,دون حسيب او رقيب,الا أن حمية وكرامة بعض الساسة لم تتحرك,لانهم دون كرامة او عفة.
اعتداءات اسرائيلية على الحدود بعض من ابطال جيشنا الباسل يقفون بالمرصاد مع ابناء الشعب والمقاومة.
وقد خاب ظن المواطن من رجالاته التي ينتخبها في صناديق الاقتراع,لم يتحرك ساكن من اجل الرد بكلام او بأمر يمنع هذا التطاول على كرامة الوطن والمواطن …
لن اطيل الشرح ولكن أقول ويل لأمة غدت الذئاب تسوسها,وحمية شعبها حية قوية عزيزة ولكن,على الوطن السلام اذا ابتلي بثلة لا كرامة لها ولا عنفوان…
سلام للرجالات الرجالات,
سلام للقادة الأوفياء,
سلام للضمائر الحية,وسلام لشعب ما بخل بالغالي والنفيس من اجل الوطن,وحماكم الله من جور الطغيان ومن اعدائكم في الخارج وأعدائكم في الداخل.
ويا ليت بعض الزعماء في بلدي كانو مثل” إيطو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى