قولنا والعمل… ولكن الكمال يحتاج إلى… تكامل … بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم
في صلب نشيدنا الوطني هنالك قول عظيم لا يغفل عنه من يؤمن بقوة الكلمة التي تدفع للعمل من أجل تحقيقها، غير أن وطننا اليوم يتيم القول ناهيك عن يتمه بالعمل، فكل ما نراه على الشاشات هو شعارات طنانة ورنانة لم تعد تتحلى بقوة الكلمة ولم يعد هنالك من يعمل لأجلها، فبناة الوطن وصلبهم العمال هم أيتام في هذه الأيام، عمال لبنان اليوم هم ضائعون بسبب ضياع من عليه واجب مساندته ودعمه، العمال اللبنانيون يرزحون تحت ضغوطات معيشية جمة وأهل السياسة والشأن العام ما زالوا غارقين في مماحكاتهم وضعف قرارهم.
أين هو الأمان الوظيفي للعمال في الأزمات، أين هي الإتحادات التي دورها يجب أن يكون معيشياً واجتماعياً بدل أن يكون مخنوقاً بمفاعيل السياسة التسويفية لزعماء الشاشات والكلام، فما أن أطلت الأزمات برأسها حتى أطل الصرف من العمل والنصف راتب والعوز من الباب الواسع.
أليس العمال الجزء الأكبر من الطبقة الإجتماعية، أليس العمال بناة الوطن على أرض الواقع، أين هو ضمانهم الإجتماعي وأمانهم الوظيفي، أين هي اتعابهم مقابل تعبهم، فالرواتب اصبحت تساوي ثلث ما كانت عليه سابقاً وهذا إن كانت رواتب كاملة.
سواعد العمال اللبنانيين هي التي تؤمن ديمومة نبض الوطن لكي تتحد الكلمتان ببعضهما… قولنا والعمل.
اليوم وأكثر من يوم، عمال لبنان بحاجة إلى دعم ومساندة وقوانين نافذة تقف بجانبهم وتحميهم من جشع واستغلال البعض لهم ولعرق جبينهم، اليوم وأكثر من أي يوم، العمال اللبنانيون بحاجة استرداد دورهم التاريخي الذي يُستمد من عمق خدمتهم للوطن، ألا يستحقون العيش بكرامة، أليس من المخزي ما يحصل بهم أمام المصارف وكل ذلك الهدر لحقوقهم.
أقل ما يمكن لأي حكومة تحاول الإصلاح هو أن تقف بجانبهم، بجانب هذه الطبقة الغنية بعرق الإستبسال، فاليوم وأكثر من ذي قبل نحن بحاجة إلى ثورة الثورة للعمال لكي نسترد لهم حقوقهم المبتورة وقدرتهم على الإستمرار بعد أن تآكلت قدراتهم المعيشية بسبب بعض الناهبين والمستغلين لمقدرات الدولة وخزينتها،وبذلك نعود إلى شرف نشيدنا الوطني، بقولنا والعمل، فيا عمال لبنان اتحدوا بوجه كل طغيان وقاوموا وبأيديكم نبني الوطن من جديد.
ميشال جبور