هكذا يحمي جنبلاط دروز إسرائيل
لا يغيب عن بال أحد، مدى الأهمية التي يوليها رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، وإن كانت هذه الأهمية تتفاوت بين الحين والأخر على خلفيّة الإستحقاقات التي تحصل في الداخل الإسرائيلي ومدى تجاوبهم معها. وبما أن الإستحقاق اليوم هو الإنتخابات العامة في إسرائيل، غرّد جنبلاط أمس قائلاً: “المهم في الانتخابات الاسرائيلية توحيد الموقف العربي من كل الأطياف لإسقاط نتانياهو وإسقاط معه صفقة العصر. وبالمناسبة فان قانون الهوية اليهودية لن يرحم احد من التهجير ومنهم العرب الدروز في فلسطين”.
هي رسائل متكررة يبعث بها “البيك” لأبناء طائفته في إسرائيل، يدعوهم فيها إلى عدم الإلتحاق بالمخطط الإسرائيلي والإبقاء على الخيط والخط الذي يربطهم بمحيطهم العربي وأيضاً إلى رفض الخدمة الإجبارية، فبرأيه المعتاد أن الإحتلال إلى زوال عاجلاً أم آجلاً وعار على كل درزي بأن يُلطخ سمعة الدروز وتاريخهم العربي المناضل والمشرف، بدءاً من سلطان باشا الأطرش وحتى الزعيم كمال جنبلاط. ولطالما ذكّر جنبلاط دروز إسرائيل بعبر من التاريخ وبالثورات العربية أبرزها الثورة الجزائرية التي دام احتلالها مئتي سنة ومصير كل من تعامل مع الاحتلال.
سعيّ جنبلاط المتواصل للنأي بدروز إسرائيل عن الأحداث الجارية في المنطقة لا سيما في الشق المتعلق بالحرب بين الجيش الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، دعاه في العام 2010 إلى العمل مع الرئيس ميشال سليمان، للسماح لوفد من الطائفة الدرزية من عرب إسرائيل بدخول الأراضي اللبنانية لاول مرة منذ العام 1948 وذلك للمشاركة في مؤتمر للطائفة الدرزية. وقد ضم الوفد يومها أكثر من ثلاثين شخصاً دخلوا لبنان بعد تسهيلات حدودية سورية واردنية من نقطة المصنع الحدودية رغم حمل اعضائه جوازات سفر اسرائيلية. والمناسبة حددها جنبلاط يومها بانعقاد مؤتمر درزي اغترابي برعاية الرئيس اللبناني سليمان .
وشددت مصادرمصادر مقربة من جنبلاط عبر “اي نيوز” أن على “جنبلاط واضح جداً في قضية دروز إسرائيل حيث يُريد لهم ان يكونوا جزء أساسيا من هويتهم العربية وأن يكونوا ضمن معارضة ال”42″ وأن لا ينجرواإلى الخدمة الإلزامية أو يخدموا دولة إسرائيل. للأسف كان هناك تجاوب كبير في الفترة السابقة مع دعوات جنبلاط، لكن البعض اليوم ينجر من تلقاء نفسه ليفتح إشكالات واشتباكات مع الفلسطينيين”.
وأوضحت أنه “مقابل هذه الفئة التي تُعتبر “ضالّة” في السياسة والهوية والممارسة، ثمة فئة غير قليلة ما زالت ترفض الإذعان لقرارات الحكومة الإسرائيلية خصوصاً بعد صدور قانون القومية الذي وضع الدروز بمصاف مواطنين درجة ثانية ونزع عنهم جزءاً كبيراً من حقوقهم المدنية. من هنا أصبح الدرزي الذي يخدم في الجيش الإسرائيلي شبه متأكد أن هذا الجيش لليهود ومحتل، بعدما كان يظن في فترات سابقة أنه يُشكل حماية له”.
و لفتت إلى أن هذه “الخطوة جاءت يومها بالتعاون مع الدولة السورية والإردنية، لكن اليوم تغيّرت المعطيات والتحالفات والنظرة إلى الدولة السورية. و”لجنة التواصل”، كان دعا اليها جنبلاط بهدف تفعيل عملية التواصل بين الدروز في المنطقة ورفض التجنيد في الجيش الإسرائيلي”.
وكشفت أنه “ما زالت هناك عمليات تواصل مع البعض مهم وإن بوتيرة أخف لأسباب يعلمها الجميع أبرزها يتعلق من خوف جزء كبير من الملاحقة والإبعاد. وبدورنا نحن لا نريد أن يتأذى البعض خصوصاً وأن هناك فئات منهم تتعرض للسجن وملاحقة البعض قضائياً”.
المصدر: اي نيوز