من يتجسس على الأميرمتعب وسعد الحريري وإيران ؟ 

الخليج أونلاين

ليست قطر وحدها التي كانت مستهدفة من عملية التجسس الإماراتية الواسعة، وإنما أظهرت رسائل البريد الإلكتروني أن الإمارات طلبت من الشركة اعتراض مكالمات هاتفية للأمير متعب بن عبد الله، الذي كان يعتبر منافساً قوياً على العرش السعودي وكان وزيراً للحرس الوطني.

ودعم الإماراتيون الأمير محمد بن سلمان، الذي كان منافساً لمتعب، وفي العام الماضي أطاح بن سلمان بابن عمه وأيضاً بولي العهد الأمير محمد بن نايف.

وأعرب الأمير متعب في اتصال هاتفي عن دهشته من تنصت الإمارات على هاتفه وقال “إنهم لا يحتاجون إلى اختراق هاتفي، سأقول لهم ما أفعله”.

وبحسب الرسائل المسربة، فإن الإماراتيين طلبوا أيضاً اعتراض مكالمات رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي لاحقته السعودية باحتجازه أسبوعين، وأجبرته على تقديم الاستقالة التي ألغاها لاحقاً بعد عودته إلى لبنان.

ومن بين الشخصيات التي تم استهدافها من قبل الإمارات، المعارض الإماراتي أحمد منصور، أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان والذي تم اعتقاله فيما بعد.

وكانت الإمارات والسعودية قد فرضتا حصاراً على قطر في يونيو من العام الماضي، حيث تشير الرسائل المسربة إلى أن الإمارات استهدفت هواتف نحو 159 من أفراد العائلة الحاكمة في قطر والعديد من المسؤولين القطريين.

– تجسس على مؤسسات دولية

وكانت العديد من التقارير كشفت تجسس الإمارات على مؤسسات دولية. وفي تقرير ببداية أغسطس 2018، لمؤسسة “سكاي لاين” الدولية، قالت فيه إنها وثقت عدداً من حوادث محاولات تجسس نفذتها السعودية والإمارات على موظفي منظمة العفو الدولية، ونشطاء بمنظمات حقوقية تعمل بمنطقة الخليج العربي.

ونددت المؤسسة التي تتخذ من استوكهولم مقراً لها، في بيان، بالثاني من أغسطس، بتعرُّض منظمة العفو وموظفي مؤسسات أخرى لمحاولات تجسس من حكومات دول خليجية، على خلفية أنشطة ومواقف تلك المؤسسات، فيما يتعلق برصد وفضح انتهاكات واسعة ترتكبها هاتان الدولتان.

وكانت “سكاي لاين” حذرت، في أكتوبر الماضي، من تداعيات تعاون إسرائيلي-إماراتي للتجسس، خاصة بمجال مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي وتقييد حرية الرأي والتعبير – المكفولة دولياً- بالإمارات.

وفي حينه، أعربت المؤسسة عن بالغ قلقها إزاء الأنباء عن تعاقد شركة “فيرينت” الإسرائيلية، الناشطة في الولايات المتحدة، مع الإمارات، لتصبح الشريك الرئيسي لها بمجال أنظمة الاعتراضات عبر الإنترنت.

– تجسس على سفارة إيران

وفي نهاية يوليو الماضي، فجرت صحيفة فرنسية فضيحة مدوية تتعلق بتجسس الإمارات على السفارة الإيرانية بالعاصمة أبوظبي؛ من خلال زرع كاميرات مراقبة لرصد مداخل ومخارج السفارة.

وكشفت صحيفة لوموند، في تحقيق استقصائي لمراسلها جاك فولورو، أن الإمارات من أكثر النقاط نشاطاً في العالم فيما يتعلق بالقضايا “الكلاسيكية” لعمليات التجسس؛ لأنها تمثّل محور النقل العالمي، ومركزاً يحتضن المؤتمرات الراقية، ووجهة سياحية جذابة.

وقالت الصحيفة في تقريرها: إن “الممرات الأربعة بشارع “الكرامة” الموجودة فيه السفارة، والفاصلة بين المبنيين، والغطاء النباتي الذي يخفي سفارة إيران، لا يشكل عائقاً أمام عملية تحديد هوية الأشخاص والسيارات التي تخرج من مقر السفارة”.

وكشفت الصحيفة عن دبلوماسي غربي في أبوظبي قوله: إن “الهاجس الجيوسياسي الذي يشغل بال ولي العهد ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد بن زايد آل نهيان، هو إيران وقطر، لهذا السبب تم تركيز نظام أمني متكامل، من بين أهدافه الرئيسية التجسس”.

ونقلت الصحيفة عن ضابط تابع للقاعدة العسكرية الفرنسية في أبوظبي حول قضية التجسس على السفارة الإيرانية قوله: إن “السفارات الغربية بالإمارات أصبحت على يقين أن لا شيء يمر دون أن تلاحظه السلطات الإماراتية”.

وليست هذه القضية التي كشفتها الصحيفة الفرنسية الأولى للإمارات في محاولتها بالتجسس، إذ نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريراً، العام الماضي، كشفت من خلاله عن سعي الإمارات لبناء شبكة تجسس ضخمة بالخليج، وذلك عبر التعاقد مع موظفين سابقين بأجهزة استخبارات أجنبية، وإغرائهم بالمال للقدوم إلى أبوظبي، وجعل خبراتهم تحت تصرفها.

وكشف تقرير موقع “ميدل إيست” البريطاني في وقت سابق عن قيام الحكومة الإماراتية بالتجسس على المواقع الإلكترونية والهواتف الذكية لجميع المقيمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى