“التاكسي الذّكي” في دبي العام المقبل… 4000 مركبة تعمل بالذكاء الاصطناعي بحلول 2030

 صدى وادي التيم-أخبار العالم العربي/
في نهاية عام 2023 ستكون دبي أول مدينة عربية تطلق مركبات “ذاتية القيادة”، أو ما يُعرف بـ”التاكسي الذكي”، على أن تكون في عام 2030 وسيلة مواصلات تمثّل 25 في المئة من نسبة المواصلات العامة التقليدية في الإمارة، وفق رؤية الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة حاكم دبي، التي أعلنها في شهر آذار (مارس) الماضي.
في مطلع العام الجاري، تم توقيع اتفاقية مع شركة “بيزنس كروز” الأميركية لتوفير المركبات المستقبلية، ما يجعل دبي أول مدينة خارج الولايات المتحدة تقوم “”Cruise بتشغيل هذه المركبات فيها تجارياً.
“من المتوقع أن تبدأ الخدمة مع نهاية عام 2023 بعدد محدود من المركبات، أي بنحو 10 مركبات في المرحلة الأولى، على أن تصل إلى 4 آلاف مركبة بحلول عام 2030”، يقول المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة في دبي أحمد بهرزيان لـ”النهار العربي”.
المركبات صديقة للبيئة وتقلّل من مخاطر الحوادث 
تتميّز المركبات الذكية المرتقبة في دبي بأنها ستكون كهربائية صديقة للبيئة، ما يتماشى مع أهداف دولة الإمارات بتحقيق “الحياد الصفري” وخفض أكبر قدر من الانبعاثات الكربونية. وستتوافر تلك الخدمة في المخطط الأولي في دبي، وقد تكون مستقبلاً منتشرة في بقية الإمارات السبع، وفق بهرزيان.
وبحسب الموقع الإلكتروني للشركة الأميركية المنتجة لتلك المركبات والتي ستزوّد دبي بها، سيتم تجهيز “السيارات الذكيّة” بأجهزة استشعار وكاميرات وأنظمة الكشف عن الضوء وتحديد المدى (تقنية المسح بالليزر)، لمراقبة ظروف الطريق من ضباب ورمال وأي مركب يسير إلى جانبها، إضافة إلى أدوات التحكم لتجنب الاصطدام بأي أشياء، حتى تلك التي لا تستطيع العين البشرية رؤيتها.
ويقول بهرزيان: “ستكون المركبات بأعلى درجات السلامة، إذ تعمل بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي من دون تدخل بشري بنسبة 100 في المئة، وتستخدم 100 مستشعر وكاميرات وأنظمة ليدار ورادار لتكوين رؤية متكاملة بمحيط 360 درجة للمركبة”.
“ما هي نسب المخاطر أو ربما التقليل من المخاطر عبر تلك التقنية الذكية؟”، هو التساؤل الذي يطرحه كثر، عن ذلك يجيب بهرزيان: “المركبة مزودة بأحدث أجهزة الاتصال، ما يسمح بمراقبة أسطول المركبات على مدار الساعة والتواصل مع الركاب في حالة وجود أي طارئ أو عطل تقني”، مضيفاً: “من المتوقع أن تساهم هذه التقنية في خفض معدل الحوادث المرورية، لأن 90 في المئة من الحوادث على الطرق على مستوى العالم ترجع إلى الخطأ البشري، كما تتيح الفرصة لأصحاب الهمم وكبار السن والأطفال وجميع فئات المجتمع التنقل داخل المدينة بسهولة وأمان”.
سيارات التاكسي التقليدية العاملة داخل الإمارات، وتحديداً في دبي، تعتمد على نظام دفع مبلغ خمسة دراهم (نحو دولار ونصف دولار) كتشغيل أولي للعداد، ثم يُحتسب المبلغ الإجمالي عند الوصول إلى المكان، وهناك آلية الحجز عبر التطبيقات والدفع المسبق، من هذا المنطلق ستكون الآلية المعتمدة في حجز التاكسي الذكي (وفق المدير التنفيذي) بالحجوزات الإلكترونية الموجودة حالياً في مركبات الليموزين أو خدمة “هلا”، حيث بعد الحجز تصل المركبة إلى مكان وجود العميل وتقلّه تلقائياً إلى المكان الذي حدده مسبقاً عبر التطبيق، لكن في الوقت الراهن لم يتم تحديد التسعيرة والأمر متروك إلى حينه.
 
بلديّة دبي ساهمت في إعداد خرائط دقيقة لإنجاح التجربة
قبل بدء هيئة المواصلات العامة في دبي تنفيذ المشروع، كان لبلدية دبي دور أساسي في إعداد الخرائط، في هذا الإطار تقول مديرة قطاع الهندسة والتخطيط بالإنابة في بلدية دبي، مريم المهيري، لـ”لنهار العربي”: “كان دورنا إعداد الخرائط وتصميمها وفق معايير قياسية، تتناسب مع سمات إمارة دبي وأحدث المعايير العالمية لاستخدامها من الشركات التي تقدم حلولاً متخصصة للمركبات الذاتية القيادة، والتي يُتوقع أن تمثل نسبة عالية من الحركة المرورية في دبي مستقبلاً”.
يعمل مركز نظم المعلومات الجغرافية في البلدية في الوقت الراهن مع هيئة الطرق والمواصلات على إعداد خرائط عالية الدقة، لتُنفّذ بالشكل الأمثل وفقاً للمواصفات والمعايير والمتطلبات المحددة، ما يتيح لمستخدمي الخرائط التمتع بتجربة مثالية وفريدة، وفق المهيري.
 
السيارات الذكيّة ليست لديها “ذاكرة الماضي”
يشرح موقع “بيزنس كروز” عن تلك المركبات وقدرتها على التنقل في شوارع المدينة من البيئات الأقل ازدحاماً، من خلال التعرف إلى المشاة والمركبات الأخرى والعقبات المحتملة من خلال الذكاء الاصطناعي. يتم تحقيق ذلك بمساعدة الشبكات العصبية الاصطناعية، والتي يتم تدريبها على رؤية محيط السيارة ومحاكاة نظام الإدراك البصري البشري.
وبحسب الموقع، فإن السيارات التي تستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية ليست لديها ذاكرة للماضي، وهي في حالة ثابتة من رؤية العالم لأول مرة، بغض النظر عن عدد المرات التي قادت فيها طريقاً معيناً من قبل.
تعمل الإمارات منذ عام 2017 على استراتيجية الدولة للذكاء الاصطناعي، إذ تمثل هذه المبادرة المرحلة الجديدة بعد الحكومة الذكية، والتي ستعتمد عليها الخدمات، والقطاعات، والبنية التحتية المستقبلية في الدولة. ومن أبرز القطاعات المستهدفة في تلك  الاستراتيجية هي: قطاع النقل من خلال تقليل الحوادث والتكاليف التشغيلية، والصحة والفضاء (إجراء التجارب الدقيقة وتقليل نسب الأخطاء المكلفة)، وقطاع الطاقة المتجددة عبر إدارة المرافق والاستهلاك الذكي وغيرها من القطاعات الأساسية في الدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى