ولادة جديدة لقوة مهملة

 

ولادة جديدة لقوة مهملة

سارة أبو حمدان 
تستوقفني اشياء كثيرة وتعبث بتفكيري الكثير من العقبات في مجتمعنا. ينتابني
حزن في مفترق كل قضية فتواسيني الثورة داخلي. في بلدي، نفتقر للكثير،
نكافح ، نناضل رافضين الخضوع والرضوخ للواقع. في بلدي وبالرغم من
الكم الهائل من السواد ، ياتينا بصيص الامل دوما على كل شكل نجاح شاب او
شابة ، على هيئة فرح الناس ، على رؤية الحياة تعود وتنبض فينا .
نحاول اليوم الصمود امام كل العواصف التي نعيشها، نسعى الى العمل معا،
علّنا نستطيع بناء لبنان الحلم ، لبنان حقيقي يكون مظلة الفقير والغني ، الكبير
والصغير، حاضن الدرزي ، المسيحي والمسلم. ان الشعب الذي يبخل على
الدنيا في الصراع والجهد ، شعب لا يعيش كثيرا، هو نفسه الذي لا صوت له
ولا رأي .
هذا الصوت الذي يترجم بالاعلام ، بالكلمات ، بالمنابر، بالمقالات، بكل
صوب من الصحافة. هذه القوة المهملة ، كيف لها ان تكون حاضرة امام اغلبية
لا تقرأ ، اغلبية تحب الاسهل ، اغلبية تتلقى لا تصغي؟
انا كشابة ، ادرس الصحافة، لدي هواجس كثيرة في بلدي ، منها اني أرى ان
الصحيفة باتت أسلوب تواصل لا يتماشى مع عقول البعض وأسلوب حياتهم،
وذلك لانهم لا يضحون بوقتهم لقراءة جريدة ، للابتعاد عن ضجة الحياة
وتحليل كل جديد .كما وانه يؤسفني، ان يهان اعلامي او صحافي، لا يفعل
شيء سوى نقل صوت الناس ومشاكلهم، بكل ضمير ومصداقية.
ما حصل في جريدة النهار مؤخرا ، اعاد الينا شعاع الامل، و كرس فينا ثقة
عالية بان الجريدة لا يمكن ان تكون يوما خرساء، ستتكلم بمليون طريقة
وستنصف وتنهض من جديد. هذه القوة المهملة، حذاري لو نطقت ، فهي لغة
الناس وضميرهم الحي، هي هموم المواطنين وافراحهم، هي الحصانة
والامانة.
كوني من شبيبة كمال جنبلاط ، هذا يعني ان مقدار المسؤولية اصبح اكثر
باضعاق واضعاف. تربينا على قول الحقيقة والعمل من اجلها ، فكم يزداد هذا
الواجب تشبثا فينا في مهنة كالصحافة ؟ في مهنة الحقيقة والمصداقية
والموضوعية؟ اننا اليوم في زمن نضوب الكلمة الحرة والجريئة، علينا تحدي
الواقع والتنافس لاعطاء الأفضل .
ختاما و بعد العدد الاستثنائي لجريدة النهار ، اتمنى ان تبقى الصحافة القلادة
والوصية ، الكلمة المحقة وصوت الحرية ، ان تبقى في اوج مجدها وقيمتها،
ان نتمثل بها ، ان نجتمع كلنا ونلتقي ، في وطن تليق به الحياة ويستحق الكثير
من الجهد وتعزيز دور الشباب الواعي ، الحر و الطموح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى