لُمَّ الشملُ… عاد النهجُ… وكلٌ يغني على… حصته . بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم
أن تستبشر خيراً بشيء في لبنان لهو أمرٌ ليس فيه بالكثير من الأمل، مع أهل السياسة، طاقم الثلاثين عاماً، طاقم دأب على التستر على المحاصصة وتوزيع المناصب والحظوة إلى أن وصل البلد إلى ما وصل إليه.
ولمن أضاع البوصلة، ليست الثورة ما أوصل البلد إلى الحضيض وليست الكورونا من قضى على الدولة، بل نهج المزرعة والعرقلة والتسويف الذي اعتمده طاقم الحكم الكلاسيكي على مدى ثلاثة عقود. كان آخر الفصول إنفجار بيروت على رأسنا والإنقلاب على حكومة دياب، فاستبشرنا خيراً بالمبادرة الفرنسية لكنهم حاولوا الإنقلاب عليها فلم تنجح المحاولة مع مصطفى أديب.
لماذا لم تنجح؟ لأن أديب فهم منذ اللحظة الأولى أنهم يريدون تسويات بمقاسهم ولا يريدون تضحيات بمقاس وطن. لم تنجح،لأن الرئيس المكلف مصطفى أديب آنذاك إلتمس منهم جميعاً عدم التوبة وعدم العودة عن نفس النهج الفاشل، أيقن أنهم عاجزون عن التخلي عن إدمان السلطة والتضحية لأجل الوطن،المبادرة الفرنسية كانت ورقة خلاص لبنان لكنهم أرادوها فرصتهم السانحة للإنقضاض على الكراسي والمناصب وإحتلال ما تبقى من مظاهر وكينونة الدولة، بل وأكثر،هم مستعدون للتضحية بالوطن ورميه في جهنم الإنهيار فقط لتكريس زعامتهم والحفاظ على مكاسبهم ومكتسباتهم حتى وإن كلف الأمر، كل الوطن.عندها انسحب أديب بعد أن رأى بأم العين شرورهم وافتراسهم لكل مقومات الدولة، انسحب وتركهم وخرج من معادلة المحاصصة وهو بطلاً أمام الشعب.
لكن، قالها لهم الرئيس الفرنسي ماكرون مجدداً وكذلك رددها لهم وزير الخارجية الأميركي بومبيو، لا يمكنكم العمل بنفس النهج وبذات الطريقة ولديكم فرصة أخيرة، فعادوا والتم شملهم وعاد الطاقم القديم بذاته، فقلنا فليكن إن كان على توبة وتضحية من أجل الوطن.
لكن ما إن ارتكزت أمورهم، عادوا إلى النهج العقيم وها هم يتحدثون في الخفاء عن حصصهم دون تقديم أية رؤية لإنقاذ الوطن ودون احترام لا رأي للشعب ولا ذكائه، ما طالب به الشعب قبل أن تسقط حكومة الحريري في تشرين الأول المنصرم قد تم دفنه وها هو الحريري قد عاد بعد سنة على رأس الهرم المتآكل والمتصدع، عاد وعادوا على نغمتهم، حصص وزارية ومحاصصات طائفية توزيعية في ما بينهم دون أية مراعاة لمطالب الشعب المعدم والمنهك،عادوا كالطيور الجارحة ليقتاتوا على جثة وطن منهوب ومنهك ومنهار،عادت العصابة لتعمل بصمت ومواربة كي تفترس ما تبقى من وطن للأسف.
أما أنت يا مصطفى فأنت انسحبت بطلاً من جريمة تُرتكب بحق وطن وخلاص يُغتصب على أيدي هؤلاء، أنت تستحق أعلى وسام وطني من الشعب برتبة أشرف الناس لأنك رفضت أن تشارك بذبح وطنك مرتين، لذلك نحييك ونحيي صدقك ودماثتك على أمل أن تتبوأ منصباً أفضل في الوطن عندما يخلو من عصابة المحاصصة.
ميشال جبور