الأحزاب تتنصل من انتخابات قضاء مرجعيون وجرادي يقصي الشيوعيين
صدى وادي التيم – لبنانيات /
لا يشبه الاستحقاق البلدي في بلدة إبل السقي في قضاء مرجعيون، أيّاً من الانتخابات البلدية، منذ العام 1964. فانتخابات العام 2025 مختلفة في المضمون والشكل، وقد تؤدي إلى إنقلاب العرف الانتخابي، القائم على تبوء المسيحيين سدة رئاسة البلدية. فقد ارتفعت أصوات غالبية الدروز في البلدة، مطالبة بالمناصفة في رئاسة البلدية، إبتداء من هذا الاستحقاق.
انطلاقاً من هذا الواقع، يسيطر على المشهد الانتخابي في إبل السقي، إرباك كبير في أوساط القوى الحزبية والروحية “الإبلية” والعائلات، لناحية تشكيل بعض اللوائح من لون طائفي واحد. لم يرق لبعض الأحزاب العلمانية في البلدة، وخصوصاً الحزب الشيوعي، الذي قد يتخذ خيار سحب مرشحيه، بعدما حبذ عدم التحالف مع مرشحين من الموحدين الدروز، كان مطلبهم، أن يتناصف الدروز مع المسيحيين في رئاسة البلدية، وذلك على خلفية عدم الإنجرار إلى البعد الطائفي للانتخابات.
مطالب الدروز وإقصاء الشيوعي
وإلى هذه القضية، ثمة مشكلة إضافية، تتعلق بتركيبة اللائحة الأساسية، المدعومة من إبن البلدة النائب الياس جرادة، التي تم إقصاء الشيوعيين منها، بحسب مصدر مسؤول في الحزب في البلدة. وقد ضمت هذه اللائحة المؤلفة من 15 مرشحاً برئاسة جورج رحال، ثمانية مرشحين من الدروز وسبعة مرشحين من المسيحيين، على قاعدة إستمرار عرف إعطاء المسيحيين الرئاسة، والدروز نيابة الرئيس، تحديداً في هذه المرحلة. نجم عن هذه التركيبة التي تضم في صفوفها محازبين من التقدمي الإشتراكي والقومي والديمقراطي اللبناني، إعتراض شريحة من الموحدين الدروز الذين يتجهون إلى تشكيل لائحة من المرشحين الدروز، يتراوح عددهم بين 7 و9 مرشحين، بعد تعثر إمكانية تحالفهم مع الشيوعي.
وفي هذا السياق، أكد النائب الياس جرادة لـ”المدن” أنه يدعم “إبل السقي” وليس فئة ضد فئة. وقال: “سعينا لتشكيل لائحة توافقية، خالية من الترشيح الحزبي تسري على الجميع. وبالتالي نحن لم نقص أحداً”.
وحول مطالبة الموحدين الدروز بالمناصفة في الرئاسة هذه السنة أوضح النائب جرادة أنه مطلب محق بالشكل والمضمون من زاوية المنطق الطائفي. لكن المفروض أن يكون هذا المطلب سلساً بعيداً عن الحساسيات والنعرات الطائفية. وهذه المسألة بحاجة إلى تمهيد.
مصدر في الحزب التقدمي الإشتراكي، الذي يعتبر القوة الأكبر في البلدة أوضح لـ”المدن” أن للحزب مرشحين في لائحة رحال، بصفاتهم العائلية، كذلك الأمر في اللائحة العتيدة ذات اللون الواحد. وأضاف إن الحزب الإشتراكي على مسافة واحدة من الجميع.
إشارة إلى أن عدد الدروز في البلدة، لا سيما المقيمين فيها يتعدون الستين بالمئة، فيما غالبية المسيحيين المسجلين هم من المهاجرين منذ وقت طويل.
التنافس الحزبي والميثاقية
وإلى جانب إبل السقي، تستعد بلدات ما يعرف بقرى “درب التجلي” لخوض الاستحقاق البلدي والاختياري، حيث جرى تشكيل في كل واحدة منها لائحتان متنافستان والعشرات من المرشحين إلى المجالس الاختيارية. إذ تتخذ المعارك فيها الطابع العائلي بطعم سياسي واضح لكن محدود.
تُغلف الانتخابات البلدية في جديدة مرجعيون، حيث نسبة المسيحيين ثمانين بالمئة من السكان، بالطابع المحلي العائلي. لكن الواقع في المدينة، هو خلاف ذلك، حيث تتجذر الأحزاب فيها، الداعمة للائحتين المتنافستين. ويترأس لائحة “معاً للجديدة” ساري غلمية، وهي لائحة غير مكتملة، مؤلفة من 13 مرشحاً. ويؤكد مقربون من هذه اللائحة بأنها مدعومة من القوات اللبنانية بشكل رئيسي، والكتائب. وستنافس لائحة ثانية مكتملة، تضم 15 مرشحاً، من ضمن صفوفها ثلاثة مرشحين من الطائفة السنية، برئاسة العميد المتقاعد سليمان أبو رزق. وتحظى هذه اللائحة بتأييد من التيار الوطني الحر والحزب القومي، وفق مصادر في اللائحة.
تتعافى بلدة ديرميماس، جارة كفركلا، من آثار العدوان الإسرائيلي الأخير، ويتفرغ أبناؤها للاستحقاق البلدي المنتظر منذ تسع سنوات. وتتميز دير ميماس بالتعدد السياسي، ويتجذر الشيوعيون والقوميون فيها منذ عقود طويلة، وقد تناوبا على رئاسة البلدية الحالية. وجرى تشكيل لائحتين للتنافس على 15 مقعداً. يرأس الأولى لطفات منصور، وأطلق عليها “دير ميماس للجميع “. وذكر مصدر مقرب من اللائحة، أنها مدعومة من الحزب الشيوعي والتيار الوطني الحر والحزب القومي. أما اللائحة الثانية فاطلق عليها اسم “الدرامسة”، وما يميزها وجود سبعة مرشحات، برئاسة سهيل أبو جمرة، وتنال دعماً من القوات اللبنانية.
الأحزاب تتنصل من الانتخابات
تتنافس في بلدة راشيا الفخار لائحتان مكتملتان، تضم كل منها 15 مرشحاً. وتحظى اللائحة الاولى تحت مسمى “شباب راشيا” بدعم وتأييد من الحزب الشيوعي والكتائب اللبنانية، ومعظم مرشحيها من أعضاء البلدية الحالية.
أما اللائحة الثانية، فلم تسم رئيساً لها، وأطلق عليها إسم “وحدة وإنماء راشيا” وتضم مرشحين مقربين من الحزب القومي والتيار الوطني الحر. وأكد المرشح غيث المعلوف لـ”المدن” أن ميثاقية اللائحة، تركز على إبعاد الطابع والفعل الحزبي داخل البلدية، وأن تكون مهمتها الرئيسية التنمية، لا سيما وأن الإنقسام السياسي والحزبي يضعفان البلدية وإنماء البلدة.
تتنافس في بلدة برج الملوك لائحتان. الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي وهي لائحة” برج الملوك أحلى”، وتتألف من تسعة أعضاء. واللائحة الثانية أطلق عليها اسم “برج الملوك للجميع. والأمر نفسه يسري على بلدة القليعة، حيث جرى تشكيل لائحتين متنافستين، إحداهما غير مكتملة.
منسق القوات اللبنانية في مرجعيون-حاصبيا، شربل قلعاني ينفي دعم القوات اللبنانية لأي من لوائح ديرميماس وراشيا الفخار ومرجعيون. ويقول لـ”المدن” إن حزبه يدعم بشكل واضح لائحة في بلدة القليعة فقط.
من جانبها منسقة التيار الوطني الحر في منطقة مرجعيون- حاصبيا مايا حردان، والمرشحة في نفس الوقت في إحدى اللائحتين في راشيا الفخار، قالت: “التيار يترك خيار الانتخابات البلدية والاختيارية لمحازبيه ومناصريه. ولا يتدخل مباشرة بالانتخابات من خلال تشكيل أو دعم لوائح خاصة في البلدات والقرى. ولكن بالتأكيد هناك ترشيحات لحزبيين في المنطقة لكن بإسم عائلاتهم. لان الانتخابات عائلية محض ولا نعطيها طابعاً سياسياً فعلياً”.
المصدر: حسين سعد – المدن