من حمانا إلى جبل الشيخ.. وسطاء عرضوا على جنبلاط إقامة دولة درزية: هذا ما سيبحثه مع الشرع في دمشق!

صدى وادي التيم – لبنانيات /

سقط نظام الأسد في سوريا الذي اعتبر البعض أنه يصُد خطر “التكفريين” عن الأقليات، فيما عادت المخاوف الوجودية لدى هذه الجماعات لتظهر إلى العلن مع تسلم زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الحكم ودعوته إلى حل كل الفصائل المسلحة ودمجها بالجيش السوري.
غير أنه على الرغم من دعوة مؤسس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان إلى تسليم السلاح والانضمام إلى الجيش السوري، لم يتم دعوة الفصائل الكردية إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد الأسبوع الفائت والذي يهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء السوريين ودمج المسلحين بالجيش الوطني. علاوة على ذلك، ظهر إلى العيان في الأيام القليلة الماضية عودة التسلح جنوب البلاد في المناطق الدرزية حيث العنوان العريض لهذا السلاح هو الدفاع عن الوجود، هذا وسط تصريحات إسرائيلية رسمية بعزم تل أبيب على حماية الدروز السوريين وإتاحة المجال أمامهم للعبور إلى الجولان والعمل هناك في البناء والزراعة وغيرهما.

الأمور هذه أطلقت العنان للتساؤل عن مصير “توحيد” الأراضي السورية التي يشوبها التقسيم، فيما الضبابية تسود المشهد بشأن مستقبل سوريا الشرع بعد سوريا الأسد حيث يفشل الرئيس السوري الجديد حتى اللحظة بتقديم ضمانات فعلية للأقليات المسيحية والعلوية والدرزية في الوقت الذي تتسرب فيه العديد من الأنباء عن المضايقات التي يتعرض لها العلويين والمسيحيين والتنكيل بأرزاقهم واعتقالهم.

أما على المستوى الدرزي، فيبدو أن الساحة اللبنانية متأثرة أيضًا بالأحداث جنوب سوريا مع تأكيد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي الزعيم الدرزي في لبنان وليد جنبلاط زيارته إلى دمشق للبحث في الوضع.

ففي ضوء الأحداث المتسارعة في المنطقة، أشار رئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية خالد زين الدين عبر vdlnews إلى أن “سقوط نظام الأسد بعد 14 عامًا من الاقتتال في سوريا ومن استقدام معظم المرتزقة الاجانب حيث تحولت سوريا إلى بؤرة للإرهاب والقتل وانتهاك حقوق الإنسان واستقطاب ما يسمى “داعش” و”النصرة” وغيرهما وتحولها إلى مجمع للقمامة والمرتزقة من مختلف دول العالم، كان الهدف الأساسي منه ليس المحاربة إلى جانب بشار الأسد الإرهابي أيضًا الذي استقطب هذه الفصائل بجانبه ليس لدعمه ودعم شرعيته بحيث لا يتمتع بالأصل بأي شرعية فهو معيّن بقرار أميركي – إسرائيلي مقابل التخلي عن الجولان السوري والتخلي عن حقوق الشعب السوري وبيع ثروات سوريا للخارج”.

وأوضح زين الدين أنه “من المعروف عندما أتت أنجيلا ميركل وبعد وفاة حافظ الأسد، كان الشرط الأساسي أن بشار سيكون رئيسًا للجمهورية السورية ويتمتع بدعم خارجي شرط أن يسير على نهج والده، أي عليه أن ينسى الجولان والثروات وأن يكون ضد أي تواجد عربي على أرضه”.

واعتبر أن “بشار كوالده تم استقدامه إبان الحرب العراقية وإبان دخوله إلى لبنان لأن القوى الدولية كانت بحاجة إلى قائد يستطيع ضبط الحدود اللبنانية والسورية حماية لإسرائيل بعد أن فشلوا بتحويل جمال عبد الناصر إلى زعيم عربي يتحدث باسم العرب ويفاوض باسم العرب لأن المجتمع الدولي والدول الكبرى يهمها أن يكون هناك رجل واحد تفاوضه وتساوم معه وتقدم له بعض التنازلات كي لا تُجبر على التفاوض مع الجميع كل على حدة”.

وتابع زين الدين: “بعد أن دُمرت سوريا وأصبحت تصدر المخدرات إلى دول العالم، آن الأوان لإسقاط النظام فتم اسقاطه باتفاق أميركي – روسي – تركي وستكون روسيا بعيدة عن دعم القضية الفلسطينية والنظام السوري مقابل أن يكون لها الشرق الأوكراني الغني بالمعادن والنفط والثروات وتأخذ روسيا هذه المناطق جغرافيًا أما الولايات المتحدة فتأخذ ثروات هذه المنطقة، لذلك نرى اليوم الاستشراس الأميركي في تجاهل القارة الأورويبة والدفع نحو توقيع اتفاق السلام مع بوتين”.

وكشف رئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية عن أنه “طُلب من بشار الأسد قبل إسقاطه أن يحل الجيش السوري وهذا كان مطلبا دوليا كي لا يكون هناك أمن واستقرار واستغلت إسرائيل الفوضى بحيث تطمح دائمًا بضم المزيد من الأراضي، وتعمل تل أبيب اليوم وسط غياب الدعم الدولي السريع لسوريا وغياب الجيش السوري كون سوريا بحاجة لوقت لبناء هيكلها العسكري وتحتاج إلى دعم اقتصادي وسياسي لتأمين الدعم اللوجستي للقوى العسكرية السورية الجديدة”.

وشرح أن “إسرائيل تستغل هذه المرحلة ما بين سقوط نظام وقيام نظام جديد للتفرقة والعمل على مصطلح الأقليات الذي تم ابتداعه من قبل القوى الإقليمية ليكون ذريعة وحجة للتدخل عسكريا في الأقاليم والبلدان التي تشهد بين حين وآخر نزاعات تحت حجة حقوق الأقليات للسيطرة على الإقليم جغرافيًا واقتصاديًا واستخدامه كورقة ضغط على الحكومات”.

كما ألقى زين الدين الضوء على “سعي إسرائيل لتفرقة الدروز عن سوريا وتريد أن يكون لهم دولة مستقلة لتخدم مصلحتها وهذا ما عرض على الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط منذ فترة غير أنه رفض وتمسك بوحدة سوريا وبعروبة الدروز، بالتوازي إذا نجحت إسرائيل بدعم الدروز ونيل موافقتهم على نيلهم إقليم مستقل ستعمل على دعم الأكراد والعلويين كون مصلحة تل أبيب تقتضي بأن تكون سوريا مقسمة وغير متماسكة لأنها تملك ثروات كثيرة ومنافذ بحرية مهمة إضافة إلى النفط واليورانيوم وثروات أخرى تحتاجها الدول الكبرى، كما يساعد تقسيم سوريا إسرائيل على تمددها وتوسعها وسيطرتها الأمنية والسياسية خصوصًا بعد الحرب على لبنان وإضعاف قدرات حزب الله”.

في حين لفت زين الدين إلى أن “وليد جنبلاط يدرك تمامًا حجم المخاطر وعرض عليه هذا المشروع أكثر من مرة عبر وسطاء بأن يكون للدروز دولة تمتد من جبل لبنان مرورًا بجبل الشيخ، فإسرائيل تريد إنشاء هذه الدولة من حمانا إلى جبل الشيخ وصولًا إلى درعا والسويداء لتكون بمثابة خط فاصل بين الدول العربية، وجنبلاط سيلتقي الرئيس السوري ليحذر من المخاطر وتخفيف حدة الاختلافات وتقريب وجهات النظر لأجل سوريا ووحدتها”.

ورأى أن “سوريا مهددة وتحتاج لدعم عربي ودولي سريع”، واستبعد زين الدين أن “تتمتع سوريا بالاستقرار في المستقبل القريب استنادًا إلى معلومات تفيد بأنه يتم تحضير مشروع خطير لسوريا”.

vdl news

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!