من الشوف إلى ناسا: مايا نصر اللبنانية الوحيدة التي تدرس هندسة الفضاء الجوي وتسعى لتحقيق مشروعها..
صدى وادي التيم – لبنانيات
من الشوف إلى ناسا، ليست معجزة ولا “كبسة زر” إنه حلم الطفولة الذي راود إبنة الجبل، اللبنانية مايا نصر وأصرت أن تمشيه خطوة بخطوة.
حلم مايا بالفضاء بدأ عندما كانت في لبنان. وبعدما نشأت ودرست حتى عامها الثانوي الأخير في بعقلين، وجدت حلمها تحت سماء أميركا في معهد ماساتشوستس الجامعي للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية بعد أن حصلت على منحة دراسية لمتابعة دراستها الجامعية في مجال هندسة الفضاء الجوي عام 2014، وهذا لم يكن إنجازها الأخير.
ومن خلال دراستها الجامعية، وهي اللبنانية الوحيدة التي تدرس هذا الإختصاص حالياً، كونه يتمتع بالكثير من القيود والسرية، استطاعت مايا أن تصل إلى العمل مع “ناسا” وتؤكد أنها بمهمة للمساعدة في جعل الفضاء مساحة للجميع بحسب ما أفادت لموقع بنت جبيل.
مايا تواصل حالياً الدراسة من أجل الحصول على الدكتوراه، وخلال سنوات دراستها تابعت العديد من المشاريع مع وكالة ناسا التي ساعدتها على المشاركة في المشاريع المشتركة الحالية.
ومن بين المشاريع “MOXIE” الذي يعتبر هدفه الأساس التحضير لإستكشاف الإنسان للمريخ في المستقبل وذلك من خلال إنتاج الأوكسجين من الغلاف الجوي لثاني أوكسيد الكربون في المريخ.
كما قدمت نصر وصديقتها مشروعاً اختير مع 3 مشاريع من قبل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من الممكن أن ينطلق إلى محطة الفضاء الدولية بحلول صيف 2021.
وتوضح نصر لموقع بنت جبيل ان الهدف هو تعزيز استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية من خلال إرسال رسالة وحدة وسلام إلى الناس في جميع أنحاء العالم.
وتضيف أن “مشروعها سيكون عبارة عن حمولة رمزية لتعزيز السلام استجابة لأزمة هذا العام، بدلاً من أن يكون تجربة علمية… وبإختصار قد تنطوي الحمولة على تمثيلات فنية للأشخاص والرموز والفن من جميع بلدان العالم للأمل والطمأنة بأنه يمكن للفضاء أن يكون مساحة للجميع، حتى البلدان التي لم يكن لديها حتى الآن فرصة بالوصول إليه”.
وفي هذا العام ستعمل نصر وزميلتها على بناء واختبار الحمولة وستبقى على متن محطة الفضاء الدولية.
“الوصول لحلمي صعب بس عم اعمل الخطوات لقرب اوصله ومنشوف شو حيصير بالطريق، ما فينا نتوقع شي وهالسنة دليل قاطع على هيدا الشي”، تقول نصر.
وبالرغم من كل الظروف الصعبة والمأساوية والضغط النفسي الذي يعيشه الشباب اللبناني اليوم أكثر من أي يوم، تؤكد مايا على أنه يجب أن يعرفوا ان الحياة ليست ثابتة وكل شيء يمكن أن يتغير بلحظة كما حصل معها، لذلك عليهم أن يلاحقوا أحلامهم وأن يمشوا بإتجاه اهدافهم.
ومن لبنان المثقل بأزماته وبدموع أمهات الشهداء وتخبطه السياسي والمالي، تأتي شابة لبنانية بابتسامتها الهادئة لتقول بكل ما أوتيت من شغف: “هذا ليس عذر، انا ذاهبة إلى الفضاء بهويتي اللبنانية وحلمي الذي راودني في هذا البلد الصغير، لا تستلموا فأحلامكم تنتظركم ولو في آخر الدنيا أو في الفضاء”
بنت جبيل . اورغ