٢٣ آب وما زلنا ننتظر الرئيس..بقلم ميشال جبور

صدى وادي التيم-رأي حر بأقلامكم/

كثيرة كانت المحطات معك وفي كل محطة درس جديد في الوطنية الفذة وجهارة في حب بناء الدولة،فكما قلت ولا زلنا نؤمن “من الأفضل أن ندفع ثمن بناء دولة على أن ندفع ثمن بناء مزرعة”.
بشير الجميل،وابتدأ حلم بناء الجمهورية التي لا تعرف الخوف معك وما زال بيدك لأنك ما زلت تحتفظ بكل المواصفات وبكل التكاوين والإندفاع كي نبني وطناً نهائياً للجميع وبكلمة “أنا مرشح للرئاسة” ما زلت المرشح الأول والأخير لأنك لم تنتظر من أحد أن يتبناك أو يناور بك مثلما يحصل اليوم بل كنت حريصاً على أن يعكر “الدخلاء” مسيرة الوصول إلى الجمهورية اللبنانية المحترمة غير التابعة وغير الخاضعة، أنت وإلى اليوم المرشح والرئيس المطلق.
في أيامك وضعت حداً لمدافع الحرب وانتهاكات الطامحين بشرذمة لبنان بحساباتهم المزرعية، بخطابك أنشأت قالباً رئاسياً لم يستطع أحد كسره وأصبح معلماً اسطورياً لمن يريد الجلوس على كرسي الرئاسة اللبنانية، مشروعك لم يكن تقسيمياً كما يوحي بعض من يخشاك إلى اليوم بل جامعاً للكل والكل جلس حواليك يتعلم ويشاهد كيف يمكن للغربية والشرقية والشمال والجنوب أن يتواجدوا معاً في وطن واحد وفي جمهورية واحدة، لقد رسمت ال١٠٤٥٢ كلم٢ بأحلى ما يكون وأجلستهم جميعاً إلى طاولة الوطن والحوار والتنفيذ ولكن القلوب لم تكن صافية.
أريتهم الفرق بين المواطنية والمواطنة وبين الشتات والتشتيت لكنهم تكالبوا ولم يفهموا سوى تقسيم المناطق على حسابهم،تارة ضاحية وتارة ضواحي وتارة مناطق وعاد كل منهم إلى مزرعته لأن الجمهورية مغصتهم في نفوسهم الضعيفة.
٢٣ آب ١٩٨٢ ،ذكرى انتخابك رئيساً لكل لبنان، رئيساً قوياً بعهد إلى اليوم ما زال أقوى العهود وأكثرها تأسيساً للبنان وطن سيد حر ومستقل، طلبت من المحاربين خلع ثياب الحرب والإنضواء تحت الأرزة فيما بعضهم فضّل ثياب الحرب والمناطقية الرثة فبنوا جمهورية مترهلة قبيحة تشبههم وتشبه أحلامهم في تقسيم لبنان على قياساتهم المشوهة.
نعترف لك بأننا ما زلنا ننتظر جمهوريتك وما زلنا ننتظر رئاستك لأنك كنت الفيصل في لحظة وطنية قاطبة اختار البعض فيها أن يتقوقع في أفكاره السوداء وفي منعطافته الظالمة والمظلمة، تنازلت عن كل جبروتك لأجل لبنان وهم أخضعوه لجبروتهم، ضحيت بالقمة التي وصلت إليها وهم لم ينزلوا حتى عن صهوة جواد.
بشير الجميل،أعطيتنا الدرس الشامخ في الوطنية وهم فضلوا المناطقية والإلتفاف على الوطن فألصقوا وشوهوا بحلمك أشنع التنكيل إلى أن ردوا لبنان إلى الإنهيار القاتم.
ماذا نقول لك، أنقول لك بأن التشنجات عادت والمتاريس عادت إلى النفوس ولغة التخوين عادت لتسيطر ولبنان أصبح فريسة حيتان المال والحرب والسلاح، بئساً نقول لك بغيابك لا جمهورية ولا وطن، ٢٣ آب ٢٠٢٣ هو يوم غرق لبنان بمجهول المصير وبالسرقة والإحتيال وهو يوم خروجه من تحت المظلة الدولية ليصبح مرتعاً للفساد المقونن ونهب الدولة والخزينة.
شوهوا الجمهورية وكسروا شوكة المواطن وأسسوا لرئاسات هزيلة مضحكة وسخيفة تكاد لا ترقى لمنصب رئيس عصابة أو مدير مزرعة.
نشتاق ونتوق إلى زمن جمهوريتك، نشتاق ونتوق إلى انتخابك رئيساً حامياً دستورياً لكل لبنان وليس راعياً لمزرعة واهية تقودنا إلى الهاوية بتسارع مخيف، بشير الجميل وفي ذكرى انتخابك رئيساً ما زلت الرئيس المطلق لجمهورية مع وقف التنفيذ ولدستور مخنوق ولقضاء مبتور ولوطن ينزف كنت ستكون مخلصه لو أصغوا ولو فهموا لكنهم اختاروا الغدر والظلام فأوصلوا لبنان إلى آخر المنحدر منتصرين بالسرقة والنهب.
بشير الجميل،فخامة الرئيس تبقى ولبنان الحلم ما يزال بحلمك أما نحن ما زلنا ننتظرك يا رئيس ال١٠٤٥٢ كلم٢ الحقيقي.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى