غرافيا الشيخ والمؤرخ غالب سليقا ..بقلم سلمان لمع

صدى وادي التيم-رأي حر باقلامكم/

(غرافيا)59 قامة إنسانية
من حاضرة عامرة، تتوزّع جنبات وادٍ في أقصى جنوب التّيم تسند تلالا شامخة يعلو إحداها مقام البياضة الشريفة، فتحكي على الزمن تلك العلاقة الراسخة عرفانا وتوحيداً بين قمم تعالت، ووديان تسامت، في تاريخ هذا الوادي الأمين.
ومن عائلة معروفية كريمة استنارت بهدى التوحيد فأضاءت أعلاماً، وقامات إنسانية، وتوهجّت شيوخاً تقىً سلكوا معارج الحقيقة..
وهو شيخ تربوي رسالي، آمن بالعلم فأعطاه زهرة العمر، وشبابه والمشيب.. وأدرك مكنونات التراث التيمي في هذا الوادي فسافر على مدى عمرٍ في رحب تاريخه فكتب ووثّق، وأضاء وأضاف.
التقيت الرجل منذ زمن بعيد، في مأتم وداع أحد رجالات التيم الكبار من بلدته، وكنت بعد شابا يهوى ويمتهن التصوير الفوتوغرافي، وإن ضاع الارشيف في غيهب زمن، ما زالت صورة الشيخ الشاب في ذاكرتي وكأنها الآن، وقارٌ وعلمٌ وحديثٌ يسترسل في خفايا التراث والقيم..
ومنذ فترة أحاول اللقاء به فتعاند ظروف الحياة التي جرفتنا في صخبها.. فكان قراري أن أستضيفه في “غرافيا” على امل لقاء قريب..
وبعد،
حمل الشيخ في وجدانه ثلاث رسائل:
الاولى: رسالة التربية والتعليم فكانت حياته توكيداً لشطر البيت الشهير ( كاد المعلم ان يكون رسولا) فكان بحقّ ذلك الرسول المعرفي لأكثر من أربعين عاما من رياض العمر مدرسا ومديرا، تشهد له أجيال عبرت..
والثانية:
رسالة التقوى والتوحيد فكان وما زال الشيخ الذي يضيء حضوره المجالس ويأنس المجتمع لحديثه الواثق، العابق بنور التوحيد ..
اما الرسالة الثالثة:
وهنا يتفرّد الشيخ ويغرّد، فيحكي التراث، ويكتب، ويحاضر، ويوثّق:
(من خوابينا) يحفظ فيها عتاق اخبار مجتمع التيم لئلا تنسى..
(قيم ومقامات من التراث والتاريخ) فيغوص في أعماق لجج التراث وينتقي جواهر مكنونة.
(حصاد من الزمن) وغلال وفير.
(مآثر وعبر من التراث والتاريخ) وعبرة واعتبار..
ولم ينسَ الشيخ الضالع في المحبة ان يجمع وينسق في ديوان مآثر وقصائد لشاعر مهجري من ذوي القربى،..
ويطول الحديث،
فتعلن “غرافيا” قصور مداها الفايسبوكي عن الإحاطة بقامة إنسانية موسوعية أعطت وما زالت ترحب بها الأمكنة وتستضيء.
وقبل وبعد،
هي ابنة التيم الراسخة، هي بلدة الفرديس الزاهرة برجالات وأهل لنا، وعشيرة معروفية عرفت..
وهو الأستاذ الرسالي والباحث المعطاء، الشيخ غالب سليقه
كان وما زال قامة إنسانية أفاضت في جنبات التيم، وأضاءت على تراثه وحملت على اكتاف حياتها، رسالة الانسان في صيرورة سعيه نحو قيم الخير والمحبة والعرفان.
وكلمة،
لكم شيخنا الفاضل تمنياتنا الطيبة بدوام عطاء ووافر صحة..
من القلب تحية..

بقلم سلمان لمع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى