هؤلاء المستنيرون الصابرون الذين يعملون بصمت… بقلم فارس شاهين
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم\
أفتّش عن ذاتي و كأنني أدور في حلقة ما قبل الولادة.. افتّش عن ذاتي لانني لم اجد شيئاً يدغدغ قلبي وعقلي…
بدأتُ عملية البحث من خلال الانضمام الى مجموعات عدّة علّها تطفئ ضمأي؛ وجدتُ قسماً منها على مواقع التواصل الاجتماعي، والقسم الآخر كان على شكل تجمّعات سرّية وغير سرّية. فوجدت أنّ هناك الكثيرين مثلي؛ يبحثون عن ذاتهم!!
والأمر الأكثر اهمية الذي لاحظته خلال رحلة بحثي هذه أنّ اغلبية اعضاء المجموعات هم من الدروز، علماً أنّ القيّمين على الصفحات والمجموعات هم من غير الدروز، دخلوها بهدف البحث والتفتيش!!!
فهؤلاء المستنيرون الصابرون الذين يعملون بصمت، كرّسوا وقتهم في البحث عمّا هو مقنع لوعيهم ونورانيّتهم بعيداً عن البيئة التي فُرضت دون خيار منهم… وهذا يدلّ على أنّ هؤلاء يريدون معرفة الحقيقة لا اكثر.
فمنهم من اعتبر ميخائيل نعيمة ملهماً له، ومنهم من اتخذ كلّ من اوشو وكريشنا مورتي وساتيا ساي بابا وموجي مثلاً اعلى له… واذا كان هذا يدلّ على شيء، فهو يدلّ على الرقي بالروح نحو المحبّة والسلام… كما يدلّ على أنّ هؤلاء لم يبقوا في مكانهم، بل غادروه للبحث عن ذاتهم… وما نشهده اليوم من نزوح فردي من الدائرة الفكريّة الضيّقة باتجاه النور، ما هو الا بداية لنزوح جماعي واسع آت لا محالة.
وهنا لا يمكن الاستعانة بمنقذين، من اجل تصحيح المسار! لأنّ الحالم والمتمرّد روحيّاً لا يمكن احتواؤه بالاديان اطلاقاً.
لذلك سوف نشهد نزوحاً من الطوائف كافّة باتجاه عالم أكثر إنصافاً وعدلاً وانسانيّة…