أيلول …بقلم فرح نسيب نصر
صدى وادي التيم-رأي حر بأقلامكم/
لشهرِ أيلولَ ياسمينُ بعبقٍ صيفيٍ ونسائمَ خريفيةٍ
ثابتٌ وجودُه بلا تغييرٍ ولا تأويلٍ وكذلك نحنُ
كما طيورِ أيلولَ تهاجر طوعًا من وجهةٍ إلى أخرى تتجلى أرواحُنا ما بين الفصولِ من صيفٍ إلى خريفٍ
ثم ربيع و هكذا دواليك كنفقِ نورٍ لا مهرب من عبوره
ونغدو كأوراقِ الخريف معلقين بوجه العاصفة حتى نتلاشى و نغمرَ الترابَ علنا نأخُذُ استراحةَ محاربٍ تمامًا كأوراقِ أيلولَ الذهبيةِ
وللروحِ خريفٌ كاذبٌ وهو أيلولُ الروحِ فيه نتسامرُ مع ذواتنا في ذروةِ حزنها و في أوجِ إشراقها
في أيلولَ نستفيقُ من حلمِ الصباحِ المدللِ و نسابقُ مساءً مستعجلًا لكن عبثًا لا نأسرُ حضورهُ
نراجعُ الأحلامَ على نسماتٍ باردةٍ و نستذكرها بلهفةِ مسافرٍ حتى ننهضَ من وهمِنا بفرحٍ عابرٍ
في أيلولَ نرتشفُ الأيامَ على مهلٍ مطاردٍ بالانتظار كقهوةِ شابٍ انتظرَ حبيبته بعددِ حباتِ البنِ المرةِ و الذائبةِ في بحرِ المسافةِ حتى تحلى مذاقُها أخيرًا عند اللقاء ،
في طرقاتِ أيلولَ أبوابٌ لم تقفلْ بعد و شبابيكُ منسيةٌ لم يلمسْها رداءُ الشمسِ بعد و أحجارٌ مكدسةٌ بالأحلامِ إلى أن يستيقظَ الصيفُ مرةً أخرى.
في أيلولَ موت ٌوولادةٌ ة و عبورٌ
في أيلولَ مخاضٌ من الشكِ و الأوهامِ و دوامةٌ من المراوغةِ الهادئةِ ما بين الفرحِ و الأسى
في أيلولَ تسكبُ الطيورُ دموعَ الحنينِ الى الأرضِ
في كأسِنا النبيلِ
لكي نعيَ مرارةَ الغربةِ و حلاوةَ الوطنِ
و لكي ينموَ لنا أجنحةٌ
مثل الطيورِ
نعبرُ بها فوقَ البحارِ و الطينِ و الذهبِ و الترابِ
بأعينٍ ثابتةٍ مثل مقلتي صقرٍ
لا تتشتتُ بعوائقَ ولا بضبابٍ
بقلم: فرح نسيب نصر