كتاب مفتوح إلى سامي الجميل، وريث الصدفة لأعرق وأكبر أحزاب لبنان بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
في زمنٍ كانت الأشرفية برمتها تقفل في ذكرى استشهاد فخامة الرئيس بشير الجميل وكانت الحشود تملأ الشوارع والكنائس تخليداً ذكراه، هذا القائد الذي ألهب قلوب اللبنانيين والعالم منطلقاً في رسالته النضالية من صفوف أعرق وأعمق حزب في العقيدة اللبنانية الصرف ألا وهو حزب الكتائب،نرى اليوم أن الإحتفال بذكراه بدأ بالتراجع منذ أن سطوت على قيادة الحزب بمفاعيل توريثية،وأصبحت ذكرى أعظم قائد في تاريخ لبنان المعاصر تقتصر على شكليات لا ترقى بعظمة بشير ولا تليق بحزبٍ ساطع في تاريخ لبنان ومحقق لإنتصارات هزت العالم ومنه انبثق فخامة الرئيس.
أين أنت اليوم من ضخامة هذا الحزب الذي كتب صفحات من الشهادة والتضحية في سبيل لبنان؟ أين أنت اليوم من الشهداء والقيادات التي رافقت جدك الشيخ بيار المؤسس ورافقت بشير،هذه القيادات منها من استشهد في سبيل لبنان ومنها من تنصلت منه لأنك ترى فيها عبئاً على كاهلك، وفضلّت أن تسطو على الكتائب ببوطقة من الخانعين لك؟
الأشرفية كانت البداية وفيها كانت النهاية لكل قدم غريبة حاولت أن تنال من كرامتها وكرامة لبنان وعمك القائد بشير سطّر فيها ملاحم بطولية وكانت بزة الكتائب تبرم خلاص لبنان بالدم والشهادة من كل من عاث به خراباً،لكنك وللأسف،تريد إلغاء وشطب تلك الصفحة الناصعة بالشرف والتضحية من تاريخ لبنان وتريد أن تتخلص من شعاعها حتى تقدم أوراق اعتمادك في ما يسمى بالحراك المدني،لو أنك فقط جمعت القيادات والحزبيين الأوفياء بالدم والروح لحزب الكتائب ولبشير لكان لديك أضعاف ضعف هذا الحراك إن كان ما يزال موجوداً،والحقيقة،أنك كغيرك تخاف من ظل بشير وثقله السياسي والعسكري حتى في مماته،نعم حتى في مماته، لأنك وأكرر كغيرك تخشى أن يسلبك ظلّه النور الذي تحاول تسليطه عليك عبر إلصاق نفسك بما يدعى الحراك ولكن وللزمن وإليك درس،لن يسلبك وهجك سوى ذلك الحراك الذي تحاول طمس هوية الكتائب الحقيقية لأجله لأنك تتقرب من ضعيف لا خبرة له في حين أنك أبعدت كل قيادي انطلق من مدرسة الكتائب وخاض معها النضالات ولن تكون سوى مطية لمن يريد الوصول إلى السلطة عبر إسم الكتائب،الكتائب صخرة بينما أنت تحاول ذر الرماد في العيون.
لقد كانت الكتائب رمز الوجود المسيحي في هذا الشرق وضمانة وجود لبنان السيد الحر المستقل ومع بشير أصبح القاصي والداني يعلم أن كل يد تمتد على لبنان ستقطع، وأذكرك،كنا ملائكة الشرق وشياطينه، أما اليوم فتلعب دور الشيطان الأخرس لتنضم إلى شيء لا يشبهنا، ما ضعف المسيحيون يوماً إلا عندما ضعفت الكتائب وأخاك بيار الشهيد الغالي كان ركيزة كتائبية ومحل ثقة عند كل القيادات ونجمه سطع بقوة وكان مشروع رئيس حقيقي لأن كل القيادات الكتائبية كانت معه وتبادله الثقة والقرار، فأين أنت اليوم من عمق الكتائب؟ للأسف كل ما تحاول فعله هو التخلي عن الكتائب وتاريخها وتاريخ بشير وأخيك بأرخص الأثمان.
أدعوك كي تعود إلى رشدك في ذكرى القائد الرئيس بشير،أدعوك لكي تعود لحق الكتائب وبيرقها وعقيدتها،أدعوك لكي تجمع من جديد كل القيادات الفذة حولك وتخرج من ألاعيب الصبيان التي تمارسها،أعد القادة الذين رافقوا الكتائب وحفروا اسمها بالدم على الصخر،وربما لن يعود أحد طالما أنت على رأس الحزب بالتسلم والتسليم لأننا خدمنا مع أعظم القادة ألا وهو بشير الجميل الذي جعل من الكتائب أسطورة في السياسة وتنيناً في القتال لا يهاب أحداً،ولن يعود أحد إن لم تطلق سراح الكتائب بعظمتها وحضورها في الشرق، إما هذا وإما تبقى وريث الكتائب بالصدفة.
عضو المكتب السياسي السابق لحزب الكتائب ميشال جبور