رسالة مفتوحة إلى الصحافي والكاتب سامي كليب بقلم ميشال جبور

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /

إن عدنا في التاريخ نجد أن أول انبوب إمداد بالنفط جرى استحداثه بين العراق ولبنان ليربط بين كركوك وطرابلس سنة ١٩٣٥ وهذا ما يؤكد على عمق العلاقة التاريخية بين لبنان والعراق وما يربطهما من مصالح مشتركة وخوف الأخ على أخيه الأمر الذي دفع بالعراق إلى بلسمة جراح لبنان وإمداده مجدداً بالفيول العراقي بجهود جبارة قام بها اللواء عباس ابراهيم ورحابة صدر كبيرة وتحسس بالوجع اللبناني من قبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
غير أن الفيول العراقي أو “النفط الأسود” كان بحاجة للتكرير ضمن مواصفات فنية تراعي متطلبات لبنان وعليه وقع هذا العمل على شركة تم اختيارها بحسب التنافس عبر المناقصات والقدرة على إتمام التكرير بجودة عالية وهذا ليس بعُرف بل بقانون معتمد من قبل كل الدول التي تُعنى بمجال التصدير والإستيراد للنفط ومشتقاته.
غير أن الصحافي سامي كليب المشهود له بمصداقيته الذي اجتمع برئيس الوزراء العراقي مطولاً وشعر بمدى حرص الرئيس الكاظمي على لبنان،فاجأنا بسلسلة اتهامات منها سمسرات وضغوطات على أطراف معينة وهذا ما دحضه بكل موضوعية وشفافية كل من الدكتور علي عبد الأمير علاوي وزير المالية العراقي وهو رئيس الفريق المفاوض والمشرف على آلية التعاقد من جانب الحكومة العراقية وكذلك فعل السيد علاء الياسري وهو رئيس شركة “سومو” الوطنية العراقية المصدرة للنفط، فكلاهما قد أعرب بكل وضوح بأن العملية قد تمت دون أية ضغوطات أو وساطات أو سمسرات وكل ما يحكى بخلاف ذلك هو غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة.
وإذ أنني شخصياً أستغرب ما حصل وما قيل على لسان الأستاذ سامي كليب الذي قلّة ما يقع سهواً في الأخطاء وخاصة لجهة أن المناقصة لم ترسو على الشركة المصرية وذلك ببساطة والجميع يعلم أن هنالك اختلاف بالمواصفات وبالتطبيقات الفنية يتعذر على الجانب المصري القيام بها،كما وأنني استغرب أن يزج كاتب وصحافي كبير بنفسه دون معطيات مركزة ورصينة ودون الأخذ بآراء الجميع وهو العالم بأن اللواء عباس ابراهيم كان صاحب الأيادي البيضاء ولن يقبل تحت أية ذريعة بضغوطات أو وساطات وعلى الأخص بسمسرات،وربما كان من الأفضل أن يتأكد السيد سامي كليب من مصادره كي لا يزجه أحد بمغالطات لا تليق بمستواه الذي عهدناه،فهو يعلم كم يحتفظ لبنان بالجميل لكل الدول العربية وبالأخص العراق ويعلم كم يتوجع لبنان في هذه الآونة ويعلم جيداً كم أن اللواء عباس ابراهيم لن يألو جهداً إلا لإنقاذ لبنان من محنته والعراق الحبيب وبجهود رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لن يتراجع عن تلبية نداء لبنان،فلماذا في كل مرة تتم صفقة حيوية بين لبنان وبلد عربي شقيق يتم رشق الإتهامات وتتدهور المعايير في الخطاب وتتلطخ الجهود وتُشوه بالسمسرات وغيرها من الدهاليز،فالسيد سامي كليب على يقين بالحصار الذي يعيشه لبنان وشح المحروقات الكبير فكيف يرضى على نفسه أن يُستعمل كأداة لضرب العلاقات اللبنانية-العربية بهذا الشكل وكيف يقبل بأن يصيب العلاقة اللبنانية-العراقية أي تدهور ناتج عن سوء تفاهم أو معلومات مغلوطة.
نتمنى على الصحافي والكاتب سامي كليب أن يتوخى الحذر أكثر في مرات قادمة ممن يحاول دفعه للوقوع في أفخاخ وأن لا يكون جزءاً من مشاريع ضرب العلاقات بين وطنه لبنان والدول العربية،ونرجو له دوام التوفيق في عمله الصحافي وندعوه دائماً للوقوف على آراء الجميع،فلبنان بحاجة اليوم إلى جهود تدفع به إلى الأمام وليس إلى مغالطات تشوه صورته بين إخوته العرب وهو بالتأكيد بحاجة لكل أبنائه كي يعكسوا صورته الجميلة وسامي كليب خير إبن وليس لمن يظّهر لبنان في كل مرة بمظهر المخادع أو الملتف على الإتفاقات.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى