لبنان ينحدر بسرعة قياسية .. مقارنته ببنغلاديش وسيريلانكا غير واقعية وبالصومال صارت حلما

صدى وادي التيم – لبنانيات/

هذا الجدول أدناه للدولية للمعلومات يعود لشباط الماضي ومحسوب على سعر دولار ٩٤٠٠ ليرة. حيث كان الحد الأدنى للأجور يعادل ٧٢ دولاراً.
اما اليوم وعلى سعر صرف ١٣٠٠٠ ليرة تقريباً فإن الحد الأدنى للأجور يعادل ٥٢ دولاراً.
اي اننا تخطينا نزولاً، وبسرعة فائقة، أفغانستان وسيريلانكا وأنغولا.
( حتى هذا الرقم هو وهمي لأن أسعار التجار اليوم محددة على سعر دولار يتراوح بين ١٥٠٠٠ ليرة و١٧٠٠٠ ليرة).
وفق هذه السرعة القياسية في الانحدار لم تعد المقارنة بدول كبنغلادش وسيريلانكا واقعية.
اما المقارنة مع دول كمصر وتونس وحتى الصومال فقد صارت حلماً.

الى أين نحن ذاهبون؟
للأسف، مع هذا السائق الماهر والتاريخي الذي يقود قافلتنا المظفرة نحو الهاوية، ومع وتيرة التدهور السريع يبدو ان النموذج الوحيد المتاح لنا سيكون قريباً فنزويلا.
يعني (على رأي حسني البورظان رحمه الله) لكي تعرف ماذا سيجري في لبنان عليك ان تعرف ماذا جرى في فنزويلا.
حسناً، ماذا جرى في فنزويلا؟

هلموا بنا، يا سادة، الى الأرقام الفنزويلية:
وفق صحيفة “انفوباي” الأرجنتينية، بلغ معدل التضخم فى فنزويلا بين يناير وسبتمبر 2020، 1433.58% ، وهو ما أعلنت عنه الجمعية الوطنية الفنزويلية التى يسيطر عليها المعارضة، أما البنك المركزى ‪BCV‬ الذى يسيطر عليه نظام نيكولاس مادورو، فيحسب ارتفاع الأسعار 1844٪؜. (الضياع في الأرقام وفقدان البوصلة هنا يشبه ما عندنا في لبنان تماماً، طبعاً مع ضرورة اضافة رشة توابل من حوار الطرشان لزوم الطبق اللبناني).

وفيما يتعلق بالسلة الغذائية ، تشير الصحيفة إلى أنه يتعين على الفنزويليين دفع 211 دولارًا شهريًا حتى يتمكنوا من الحصول عليها،
وإذا تم أخذ سعر الصرف البالغ 455.049.98 بوليفار لكل دولار فى الاعتبار الذى يحكم السوق الموازية وتستخدمه معظم الشركات في البلاد (وهذا الرقم طبعاً وقت إعداد التقرير). فإن الحد الأدنى للأجور في البلاد بعد التصحيحات المتوالية له، يكون 400000 بوليفار، أى أقل من دولار واحد‪.‬
وتختصر الصحيفة الوضع الفنزويلي بعبارة “إنه الجوع” ، الشعب يتضور جوعًا ، 96٪ من سكان فنزويلا في حالة فقر نقدي ، 69٪ من أفقر الفنزويليين لا يستطيعون الحصول على السعرات الحرارية المطلوبة”.

وبعد..
هل علينا ان نتشاءم الى هذا الحد؟
انا شخصياً لا أحب التشاؤم، ولكن فليدلنا احد في هذا العالم على باب في لبنان لا يفضي الى جهنم.
ونحن له من الشاكرين.

لا أجد في الختام، كوصف كاريكاتوري لحالنا، سوى ان أستعير من الشاعر الفلسطيني سميح القاسم عبارات من قصيدة مشهورة له، مع شديد الاعتذار لفلسطين الحبيبة في انني استعملها في غير مكانها:
تقدموا تقدموا … كل سماء فوقكم جهنمٌ، وكل ارض تحتكم جهنمُ… تقدموا..

المصدر : الدكتور ديب هاشم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى