جنبلاط أعد العدة لتقديم القرابين… مسؤولون في حزبه الى القضاء

 

 

هو وليد جنبلاط. لم يتغيّر ولن يتغيّر. كلّما طار وحلّق وارتفع عاد إلى عشّه الدافئ الأمين. واليوم ها هو يعود إلى “عدم استفزاز” الحزب.

قبل أيّام أُبلغ وكلاء داخلية المناطق في الحزب التقدمي الإشتراكي بتعميم لغة الهدوء على الحزبيين والمناصرين، والتمنّي عليهم بلهجة صارمة عدم مهاجمة الحزب عبر مواقع التواصل الإجتماعي. إبلاغ هؤلاء ذلك أتى بعد قراءة جنبلاط وقيادة حزبه للمشهد بدقّة.

 

أُبلغ الحزبيين أيضاً قراراً بعدم المشاركة في الحراك الشعبي.

ففي أول أيام الحراك درست قيادة الحزب جيداً احتمال الإستقالة من الحكومة، ولكنّها فضّلت بكل صراحة إبقاء “القوات اللبنانية” وحدها في مواجهة الحزب

واعتقدت أن الحزب يتّجه للإنقضاض على البلد في مشهد لا يختلف عن السابع من أيار 2008، فقرّرت تسيير دوريات في مناطق الشويفات وبشامون وعرمون ومختلف خطوط تماس الـ2008، وعدم استفزاز الحزب بكسر كلام أمينه العام بعدم تأييده لاستقالة الحكومة.

اليوم يتريّث جنبلاط بالقرار. لا يرغب الرجل بلعب دور “رأس الحربة” هذه المرة كما كان منذ الـ2005. إلى أين؟ ينتظرها دون أن يسعى هو للإجابة عليها. ففي المعلومات فإن الحزب التقدّمي الإشتراكي يفضّل عدم الإشتراك في الحكومة المقبلة في حال تشكّلت في القريب العاجل.

ولكن، يبقى القرار النهائي بذلك رهناً للظروف، إذ يرى مصدر قيادي إشتراكي، أن كل الأحاديث عن تشكيل قريب للحكومة هو كلام من بنات أفكار مروّجيه. يُعيد الرجل موقفه إلى سببين رئيسيين:

‎1- عدم حسم الرئيس سعد الحريري لخياره بترؤس الحكومة من عدمه.

‎2- عدم دعوة الرئيس ميشال عون للإستشارات النيابية الملزمة، ما يعكس عدم توصّل الأفرقاء إلى حلول.

أجواء النائب السابق وليد جنبلاط بحسب زوّاره، تفيد أنّ قراءته للمشهد تحتّم عليه التروّي، فما حصل زلزال كبير قد يُنبت خيراً، وقد يأخذ البلاد نحو سوداوية قاتمة.

تؤكد المعلومات أن جنبلاط نفسه، أعد العدّة تماماً لتقديم القرابين، فعدد من مسؤولي حزبه ومن وكلاء داخليته باتوا تحت المجهر، وهو مستعد لتقديم العديد منهم للقضاء في حال كرّت سبحة التوقيفات والمساءلات.

في هذا الإطار، يمكن قراءة تهدئة جنبلاط تجاه الحزب على أنّها “مهادنة تبغي الربح”، فملفّات سبلين والكسّارات وسواها قد تنقلب عليه فجأة، وجبهة الحراك وحدها كفيلة باضطراب أعصاب البعض، فكيف إن ركبها معهم الحزب؟.

سياسياً يرى الحزب الإشتراكي اليوم نفسه في خندقٍ واحد مع “القوات اللبنانية”، وربّما يسعى لتشكيل جبهة معارضة تربح شعبياً في الفترة المقبلة.

يؤمن جنبلاط ومن معه أن كل فريق يشارك في حكومة ما بعد الحراك لن يكون بمأمن، ولو فعل المستحيل لإرضاء الناس.

هو وليد جنبلاط الذي يقرأ المشاهد بعمق ودقّة، يتريّث اليوم بحساباته كي لا يقع فيما أوقع نفسه به مراراً.

صفاء درويش-ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى