“يا كل الأسامي” قصيدة لإبن بكيفا الشاعر ربيع دهام
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
وطــنــي
يا سيرةَ العزِّ في عِظامي
يا دمعةً في العتمِ ألفظُها
يا جهورَ صوتي
وحشجرةَ كلامي
وطــنــي
يا شوارعَ أحبُّها
وحاراتٍ أعشقُها
وأرصفةً نثرتُ عليها
جميعَ أحلامي
أأكتبُ عن حبِّكَ
وأمام قدميك
تنحني كلُّ أقلامي؟
أأسردك نثراً
أو أصيغك شِعراً
والحبرُ في ذكرك
هجرَ صفحاتَهُ
وانقضّ على صدري
لالتهامي
وطــنــي
وكيف أنساكَ يا غالي
وعن ماذا أحكي؟
وماذا أسمّي؟
وفي الحبِّ الكبيرِ
تضيعُ كلُّ الأسامي
لبيروتَ التي أعشقُ عينيِها
لأناقةِ صدرِها ويديها
لعجقتِها … لفورتِها
لغُنجِها … ودلالها
وللبحر الذي أضاف غراماً
فوق غرامي
وللجنوبِ الذي
ما ركعَ لظالمٍ
وما اهتزّ
وما ارتجفَ
يراعاً أبيضَ
أرادوه أن يرفعَ
ففاجأهُم بالحسامِ
لجبالِ المروءةِ
سألوها : ” أين قممكِ؟”
فأجابت :
“بالأرحامِ”
لشمالِ التاريخِ
لجبيل وطرابلسْ والمينا
ولصورِ الحرفِ
وزينون وأليسارْ
ومقاهي الشعراءَ
التي أدمَنها نزارْ
لفيروز والرحابنة
وشوشو وأبو سليمْ
ولجبل الشيخ العظيمْ
وصدرِ كل عجوزٍ كريمْ
لأرزةٍ أرادوا كسرها
فحّولت غصونها لسهامِ
وطــنــي جميلٌ
وطــنــي عزيزٌ
وطــنــي حبيبي
صغيرٌ في حجمه
لكنه في قلبي
يساوي كلّ الأجرامِ
كيف أنساكَ يا غالي
وعن ماذا أحكي؟
وماذا أسمّي؟
وفي الحبِّ الكبيرِ
تضيعُ كلُّ الأسامي
* ربيع دهام