فلنعلنه موسم مفتوح للكورونا بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
على الرغم من إرتفاع نسبة الإصابات بالكورونا وتأكيد معظم المختصين والعلميين بأن دخلنا مرحلة التفشي الإجتماعي، وعلى الرغم من ظهور سلالة جديدة من الكورونا والتحذيرات وإقفال عام امتد على طول الخارطة الجغرافية، نجد أن الدولة اللبنانية ما زالت تتخبط، تارة تُقفل وتارة تفتح، وكله على هوى المرحلة وبحسب ما يروق لأهل التجارة والمتاجرة وليس بما تقتضيه مصلحة الشعب الصحية.
إن ما يحدث اليوم هو أن الدولة إنتقلت من دُرك الفساد لتصل إلى الدُرك الأسفل الذي لا يوَّصف إلا بالدولة الجبانة، فالدولة أصبحت تراعي مصالح التجار والمتاجرين بأرواح البشر أكثر مما تراعي صحة شعبها،والذي حدث في اليومين الأخيرين من زحمة وفلتان واكتظاظ وازدحام على الطرقات وفي المتاجر إنما يُنذر بكارثة تتمخض وستنفجر بوجه كل من تغاضى عن إجراءات الوقاية وكل من تاجر بالإلتفاف والمراوغة حول ما أوصت به أعلى المستويات الرفيعة الصحية والعالمية من ضرورة الإقفال العام للحد من التفشي.
إن مشهد التفلت يعكس مظهر الدولة ليست الفاسدة فحسب بل الجبانة أيضاً التي لا تستطيع إتخاذ القرار الحاسم والنهائي بالإقفال التام بغية عدم إزعاج القطاع السياحي، فها هي الناس تتفلت وتملأ المطاعم والمتاجر أضعاف قدرتها الإستعابية ولا من حسيب ولا رقيب.
لن يموت أحد إن لم يذهب للمطاعم أو المتاجر لكن بالتأكيد سيموت من وباء صامت وغدّار، فلتقم الدولة بواجبها تجاه الشعب بدل ترضي المتاجرين بصحة الناس كي يزيدوا من ثرواتهم على حساب صحة الناس. طبعاً تنشيط الإقتصاد ضروري ومعيشة الناس ضرورية وديمومة القطاعات السياحية مهمة وحيوية لكن صحة الإنسان أهم وما تفعله الدولة بتقاعسها عن إداء واجبها الصحي هو كارثة كبرى لأنها تعلم النتائج الوخيمة لذلك، ورجال التجارة والقطاع السياحي لا يهمهم سوى تحقيق بضع أرقام في الدولار ويتحججون بالوضع الإقتصادي والمعيشي ويسترخصون بالأرواح بدل أن يساهموا قليلاً في حماية موظفيهم وعمالهم بعد أن حققوا أرباحاً طائلة في أزمنة الخير.
اليوم وأكثر من أي يوم الدولة مدعوة ولو لمرة واحدة لفعل ما هو لمصلحة الشعب، والشعب مدعو للصبر إلى حين تصل اللقاحات التي بشرّت معظم الدراسات بفعاليتها فالعيد يكون بالصحة الجيدة وليس ببذخ الأموال ونحن على قاب قوسين من الإنهيار وكأننا نعيش في حالة انفصام، فإما أن نستلحق وضعنا الصحي وإما فلنعلنه موسم مفتوح للكورونا.
ميشال جبور