أجمل عيد يكون، يوم كلنا في صحة جيدة نكون..بقلم ميشال جبور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

لبنان وطن الإحتفالات بأضوائها وشوارعها المزينة والسهرات لساعات الصباح الأولى، نحن شعب نعشق الحياة وصخب الأعياد ولا ننام قبل أن ينام القمر.

لكن يا إخوتي،الوطن يمر اليوم في أزمة وبائية متفشية، فالكورونا اجتاحت مجتمعاتنا وما من رادع بوجهها سوى درهم الوقاية والتعقل والصبر،علينا بالكمامة والتباعد الإجتماعي والحجر المنزلي،

وهذا الحل هو ما تنتهجه أكثر الدول تقدماً مع اعتمادها نظام الإقفال العام إلى حين إيجاد اللقاح المناسب لهذه الجائحة المفترسة.إن أرقامنا من دون جدل مهولة بالنسبة لحجم البلد وعدد السكان، فنحن يومياً

نتخطى الألفي إصابة جديدة وعدد الوفيات وتفاوت الفئات العمرية ينذر بأن ما خفي أعظم، الكورونا ليست بمرضٍ عادي بل هي فيروس مفترس معدٍ وقاتل، قادر على تهديد أرواحنا. أتوجه اليوم لكل لبناني وأشد على

يديه خوفاً من فقدانه،

العيد الحقيقي هو في النفوس التي تطلب المغفرة من الرب وليس على طاولة المطعم، الإحتفال يكون يوم تنقشع هذه الظروف الصحية الخطيرة عن وطننا،

فكما تعلمون هنالك دعوات لفتح القطاع السياحي حتى الثالثة فجراً وكأن الآن ليس هنالك من فيروس قاتل يتربص بنا، وهنالك من يمتعض من منع الرقص وكأنه آخر عيد نعيده،

وكأن العيد لا يكون إلا بإنفلات المجتمع صحياً دون حسيب أو رقيب، والبعض يتحجج بقدوم أقربائه لتمضية العيد، فألا يكون العيد في دفء المنزل وهل هو فعلاً وقت الزيارات والتفلت بدل الإلتزام بالإجراءات والتقيد

بالتباعد الإجتماعي.

سيكون هنالك زمان لنحتفل به من جديد ونطلق الصيحات والهيصات ابتهاجاً،

لكن الآن يجب أن نتعظ، فالدول التي تفوقنا أضعاف الجهوزية لمواجهة الكورونا تطبق الإقفال العام والحجر الصحي ورؤساؤها حتى يحذرون رعاياهم من خطورة الكورونا ،أما نحن فما زلنا غارقين في زحمة السير

والإكتظاظ في المحال والشوارع وفي أقصى إغلاقنا كان البلد مفتوحاً على مصراعيه.

دعونا من المخاطرة بصحتنا ومن الحجج والتعليلات ولنلتفت إلى حقيقة الأمور، ماذا سنستفيد من الجولات والصولات في المطاعم إن فقدنا أرواحنا، أي منا يمكن أن يكون ضحية الكورونا، فهي لن ترحمنا إن لم نتقِ الله

في قرارة إيماننا ونلتزم الوقاية في صلب ممارستنا اليومية ولنبتعد عن تعريض حياتنا وحياة الآخرين لخطر الموت، فمهما كانت الأسباب تبقى الحياة أجمل سبب نعيش لأجله، فلنتقي الله بصحتنا ولنبتعد عن عاداتنا

الآن كي نكسب الرهان فنعود إلى الإحتفال معاً دون أن نخسر عزيزاً على قلبنا، فالعيد يكون عندما كلنا بخير نكون.

 

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى