على مدى ثلاثة عقود،ما من حل نفع… فلم لا… الكونفدرالية … بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم
في كل مرة نتأمل بأن تصطلح الأمور وتعود إلى نصابها يتعرض لبنان لهزات تارة اقتصادية وتارة مالية تُفقر الشعب أكثر فأكثر، فتسوء الأمور أكثر فأكثر ونعود إلى نقطة الصفر، ما زالت المحاصصات تعيقنا والتعيينات تعرقلنا والملفات المتراكمة تتجاذبنا والفساد ينهش خزينتنا، وللأسف باتت المحاصصات والتعيينات والملفات وتركيبة الحكومات والتوزير تطغى عليها سمة الطائفية والمحسوبية، وهذا الكرسي لك وهذا الكرسي لي، هذا لم يعد عيشاً مشتركاً وهذه لم تعد ميثاقية… هذه كونفدرالية طائفية نعيشها ونأبى أن نعترف بها، وحلول حكومات الوحدة الوطنية وشعاراتها لم تجنب لبنان الوقوع في دين عام يفوق المئة مليار دولار والأزمات المتتالية على البلد كشفت لنا أن كل طائفة لها حضناً إقليمياً ترتمي فيه شعورها بالخطر،وهنا بيت القصيد،هل سنتفرج مكتوفي الأيدي بينما تهترئ الدولة إلى النفس الأخير ويضمحل كيان لبنان.
الحل هو إعلان الكونفدرالية بحسب الطوائف بحيث تكون لها مناطقها بحسب التوزيع الطائفي الذي وللمفارقة لم ننجح يوماً بإقرار حتى ولو قانون صغير إلا بمراعاة كل الطوائف، لتكن لكل طائفة كونفدراليتها المناطقية لتعمل على إدارتها الخاصة والتنمية المدنية والإجتماعية فيها.لتتحمل عندها كل طائفة جزءها من الدين العام دون المساس بالمركزية، لتكن كل طائفة مدعومة داخل منطقتها من الجهة الإقليمية التي تريدها أكانت روسية أم أميركية أم إيرانية، المهم أن لا نتعرض لخضات حربية عسكرية وأن لا نحمل السلاح بوجه بعضنا، لتستفيد كل طائفة من الدعم الإقليمي الذي تريده بشرط البقاء في دولة مركزية نحافظ عليها ونبعد عنها مفاعيل هذا الموت البطيء الذي نعيشه.
لتكن لكل طائفة كونفدرالية تريحها من التجاذبات الإقليمية وتريح الشعب، فإن أتاها دعم مادي فليكن وإن أتاها دعم غذائي فليكن ودعم تجاري واقتصادي وإلى ما هنالك لكن يبقى السلاح بيد الدولة المركزية ويبقى الجيش للدفاع عن الوطن وضد العدو الصهيوني.ما المانع من تقسيم الدين العام،على المسيحيين والسّنة والدروز والشيعة، الموت على الكثرة يبقى أقل وطأة من موت الشعب والوطن، كل طائفة تلتزم بالشروط ويكون لها مرفأها ومطارها ودعمها المباشر دون مواربة ودون تخفٍ،لكلٍ مجلسه الخاص ويعمل لأجل راحة شعبه وتقوية الدولة المركزية من إيرادات فنجنب بذلك الوطن كل هذا العناء ونبعد الدولة عن التجاذبات الإقليمية ومضاعفاتها،مرافئ للجميع ومطارات للجميع بحسب الإتفاق الكونفدرالي فتنتهي معاناة هذا الشعب الكادح الذي بات يرزح تحت أثقال وأهوال عظيمة، فلا يهدده لا جوع ولا دولار ولا طبابة ولا استشفاء ولا مقاعد دراسة ولا انترنت ولا محسوبيات ولا استحصال على وظيفة، عندها يعمل الكل من أجل الدولة المركزية ومن أجل الشعب، لأنه في تلك الحالة أي مخلٍ بذلك سينكشف فوراً أمام مجتمعه وأمام الجميع، فهذا الوطن منهك والشعب راكع والأمور تتفاقم دون ان تتبلور الشعارات بعلاجات ناجعة، ثلاثة عقود وما من حل، فلنعلن… الكونفدرالية الطائفية.
ميشال جبور