أين ثقلكم يا لبنانيو أميركا…بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
في صميم أي قرار يُتخذ في سياسات العالم وتوجهاتها مركز ثقل تصب فيه كل الجهود المبذولة لإنجاحها والوصول بالعملية السياسية والتفاوضية إلى الهدف المنشود،
ومن أهم مراكز الثقل السياسي في العالم اللوبيات في واشنطن.لطالما سمعنا عن جهود لبنانية في كواليس واشنطن وعن رجال أعمال ومفكرين ومتنفذين وصحافيين لبنانيين كبار وسمعنا عن لوبي لبناني،لكن على ما يبدو،جهود اللبنانيين في أميركا مبعثرة في تفاعل بدون مفعول، وإرادة دون توجيه،فيقتصر الأمر على حضور اللبنانيين بعض مآدب السيناتورات وحملات المرشحين للإنتخابات للتبرع بمبلغٍ من المال ولكي تُلتقط صورهم فيظهرون في مجلة ما أو جريدة ما مستجلبين الدعاية لأنفسهم دون أن ينخرطوا في العملية السياسية بعمقها ألا وهي خلق نواة لبنانية في عاصمة القرار العالمي تتحرك بما يخدم مصالح اللبنانيين في العالم أجمع على المستوى العربي والأميركي، نحن اليوم بحاجة إلى لوبي لبناني يضم جهود ونفوذ كل لبنانيي الخارج وخاصة في أميركا ويصهرها في مواقف جبارة قادرة على خلق الفرق والتفاعل في مساحة كبيرة من كل القرارات التي تتخذ وأبرزها تلك التي تعني لبنان ومكانته أمام المجتمع الدولي.
المطلوب إنشاء لوبي لبناني ناشط ومتفاعل مع المحيط العربي والدولي عبر مركز القرار في أميركا،وذلك يتطلب استنهاض كل النخب اللبنانية الموجودة في أميركا لضم جزال جهودها وعصارة أفكارها من أجل لبنان أفضل،لتنقيح صورة لبنان أمام المجتمع الدولي وأمام الإدارة الأميركية على كل الصعد لكي ننقذ لبنان من التشرذم المتشعب في الدولة وكل توجهاتها،فاللبناني أينما ذهب لمع وتصدر ونال أعلى الإستحقاقات،
ونحن لدينا جالية كبيرة أميركية باعها طويل في عاصمة القرار العالمي وقادرون على دعمها ورفدها بكل ما تريد لكي تنشئ لوبياً لبنانياً يمثل لبنان أفضل تمثيل،فاللبناني القوي في أميركا هو قوة وسند لكل لبنانيي العالم ونقطة ارتكاز للمساهمة في انتشال لبنان من براثن التلاطم السياسي،فإن أردنا الوقوف من جديد بقامة عالية علينا بالتكاتف وشدّ أواصر المحبة للبنان والإيمان به،طبعاً لن نقارن حجمنا باللوبي الصهيوني أو أي لوبي آخر لكن حتماً ستكون لنا قوة دافعة على خط عودة لبنان إلى بريقه السابق وعلى سكة الإصلاح الحقيقية التي ترد للبنان أمواله المنهوبة وثرواته المهربة.فمهما كان المطلوب يا لبنانيو أميركا ومهما تطلب الأمر،نضع أيدينا بأيدي بعض وننتقل من الهامش السياسي إلى حيز الوجود على خريطة القرارات الدولية،
يمثلنا لوبي يستطيع إيضاح الواقع اللبناني للإدارة الأميركية لمحاسبة الفاسدين الحقيقيين واسترداد حقوق لبنان وشعبه التي جُردوا منها بفعل سياسات خاطئة على مدى عقود.
يا لبنانيو أميركا،يا أبناء لبنان وتلامذة مدارسه،يا فلذات كبد أهاليكم في هذا الوطن الحبيب،آن الآوان،لا تستخفوا بأنفسكم بعد الآن،التاريخ سيشهد لكم نضالكم لأجل لبنان،فالمرحلة الآن أصبحت بقيادة الرئيس المنتخب شرعياً جو بايدن وهي لحظة مفصلية في تاريخ العالم ودورنا الآن لكي نكون المفصل والفيصل في المنطقة العربية فيعود لبنان إلى منابر المجتمع الدولي،كلنا معكم وسندعمكم،فلبنان له مكانة في أميركا على كل الأصعدة واستثمارنا في تطوير العلاقة مع الإدارة الأميركية سيعود بالفائدة على الجميع وسيحمي مصالح لبنان ومصالحكم،ضعوا خلافاتكم الطائفية والحزبية جانباً واتحدوا، المرحلة بحاجة إلى سخاء في الجهود وسخاء في الماديات لكن الناتج سيفوق أضعاف أضعاف الحاصل وسيساهم في حماية لبنان وانخراطكم في العملية السياسية الدولية واللبنانية وهو حلمكم،حلم بناء الدولة القوية صاحبة السيادة والإستقلال الحقيقي،صحيح أن البعد جفاء وربما هاجرتم بسبب أوضاع جحاف لكن وحدكم تملؤون الفراغ،فلمرة واحدة ادفنوا النزاعات لأجل هدف أسمى وانقذوا لبنان وامنعوا شبح الإنهيار من تفكيك هذا البلد الجميل الذي يكتنز الخيرات والرجالات النظيفة البعيدة كل البعد عن فساد المرحلة السابقة،ومتى اتخذتم القرار لن يقوى عليكم أحد،فسنستطيع عزل لبنان عن المشاكل والملفات العالقة بين الإدارة الأميركية وا ل ح ز ب وتحييده،بدل أن نستمر بالتقاعس ونُغرق لبنان في مستنقع أسود.لبنان اليوم يدعوكم لتوطيد علاقاتكم واستثمارها في إنشاء لوبي لبناني له ثقله وكلمته في القرار،فهل نلبي النداء معاً ونرفع اسم لبنان مجدداً في الأعالي أم نستسلم لغياهب المخططات الإقليمية التي تقضم الدولة شيئاً فشيئاً وتكرس خلع لبنان من محيطه العربي والدولي،الخلاص حتماً أنتم رواده ومعكم كل لبناني حر مؤمن بوطنٍ سيد وحر ومستقل،فأين ثقلكم يا لبنانيو أميركا.
الكاتب والمحلل السياسي ميشال جبور.