إلى الأخ سمير المشهرواي المحترم، خالص مشاعر العزاء وأصدق أحاسيس التضامن

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

بكلمات مضمخة بالدموع ومشاعر الفقدان شعرت بك تكتب يا أخي، أحسست بوجدانك تغدقه يلامس تبريكات والدتك لك ولإخوتك ليس فقط في معتقل للعدو الإسرائيلي بل في كل لحظة من دربٍ مشيته مرفوع الرأس بدعوات أم بارة وعطوفة وحنونة قد صورّتها عباراتك ورسم وجهها المضيء كل حرف ٍ من كلماتك.
أخي سمير، الوالدة هي الجبل الذي رفعك إلى قمم الإستبسال في نضالك المستمر لأجل فلسطين جامعة عربية لكل أولادها، الوالدة زرعت فيك كل عنفوان وكل إباء ورافقت وستبقى ترافقك بصوتها الحنون من لحظة استيقاظك كل يوم وفي كل ثانية من يومك وأيامك وعمرك، فالأم التي تربي رجلاً صدوقاً وشريفاً بقامتك لا يمكنها أن تغادر إلا لمكان أفضل ارتضاه لها الّله عز وجل أما ذكراها وتعاليمها ودعواتها وطلباتها لكي تتوفق في مسعاك إنما تبقى تصدح في كل زاوية من حياتك وإعلم بأنك بثباتك على القضية تكرّمها أفضل تكريم وترفع رأسها بك كما فعلت دائماً.
أعلم أنك تشعر بضيق الفراق ومرارة الفقدان كمن يهجر وطنه، لكن كن على يقين أن والدتك بسهرها عليك لكي تصبح ما أنت عليه من شهامة وحزم في الموقف هي التي كانت الوطن بحضنها الدافئ وأمثولاتها التي زرعتها في قلبك وعقلك حباً لفلسطين وحباً لكل فلسطيني مهما اختلفت الآراء وتشعبت الطرقات، والدتك كانت فلسطين البداية التي منها عشقت فلسطين وأبيت أن تراها إلا حرة وسيدة ومستقلة، فرحم الّله والدة وعزز ذكراها استطاعت أن تنمّي توقك لفلسطين تجمع كل الأبناء، فلسطين مشرقة بتاريخ تضحياتها وتضحيات ابنائها، ففي كلامك أعمق الصدق والنبل والشجاعة بالدعوة للم الشمل مع كل الأخوة الفلسطينيين، فلسطين التي خرّجت أبطالاً للقضية فهنيئاً لفلسطين بأمهات من بركة أمك، وقد آثرت الوالدة أن تُشعرك برقة حنانها وتجعلك تفتخر تماماً كعلم فلسطين يرفرف معانقاً نسمات العليل، فالوالدة رسّخت بك أقصى درس ٍ بأقوى لحظات الحياة فتوّلد بك روح جياشة تسمو بالعمل الذي لا يستكين لإعادة كل أبناء فلسطين إلى العائلة ليصلّوا معاً في القدس الشريف.
لك مني أصدق العزاء، والدتك هي والدتي، ووجع الفقدان وألم الإستفقاد إنما يقوينا أكثر ويزيد من عزيمتنا وهذا خير مثال على أن الأمهات، وحتى في رحيلهن، يجعلن منا رجالاً أفضل ثابتين على النضال والقضية.
أخوك ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى