لغة الحياة بالرّيشة والألوان…بقلم سلام اللحام

صدى وادي التيم – فن وثقافة/

جيني كعدي شابة لبنانيّة تعشق الألوان والحياة، إنّها فتاة موهوبة ومثقفة، ترسم رؤيتها بالرّيشة وقلم الرّصاص، وتوثّق الأحداث والمشاهد اليوميّة بأدق تفاصيلها، وتلوّن وجوه النّاس فرحًا ومحبّة، حيث أنّ الرّسم يشكّل الحاضنة الثّقافيّة لهويّة المجتمع، وهو أداةٌ تعبيريّة هامّة يتم استخدامها لتجسيد الأفكار والخواطر النابعة من الذّات، ممّا يجعل لها تأثيرًا كبيرًا على كلّ مَن يقوم برؤيتها ويتفاعل معها بشكلٍ بصريّ وروحيّ.

 

تعبّر هذه الفتاة الحالمة عن مشاعرها وأحاسيسها “هربًا من الواقع المرير الذي نعيشه ” كما قالت لي أثناء دردشة معها، وتضيف جيني ” لمّا كون عم أرسم بكون شاردة وبعيش بعالمي الخاص بعيدًا عن النّاس”. وهي تُصرُّ على تطوير ذاتها عبر رسوماتٍ متقنة قِوامها عدّة عملٍ مِدماكُها قلم رصاصٍ وفحم وغرافيت وأدوات خاصة تُستعمل في ال”portrait “. إنّها تطمح أن تصبح معروفة أكثر بين أبناء جيلها، وتؤكد إصرارها على السّعي الدائم لتقديم الأفضل والأجمل، وأن تصل لوحاتها إلى كل قلب وكلّ بيت، وهي تعتبر أنّ الرسم هواية فنٌّ وإبداع وإفراغ لمكنونات الذات وتجسيدٌ لها في حياتنا اليوميّة.

يبقى السّؤال: هل تلقى جيني مَن يساندها ويأخذ بيدها في عالم الرّسم؟ أم تبقى أحلامها مدفونة في جوارير النّسيان؟ وهل هناك مَن يسمع الصّوت ويحتضن المواهب الشّابة في مختلف الميادين في وطنٍ يمرُّ بظروف صعبة لا بل مزرية في شتّى المجالات؟! أم تلجأ هذه الفتاة إلى الهجرة بحثًا عن وطن بديل في الخارج أُسوةً بالشباب اللبنانيّ الذي أنهكته الأزمة في بلاده وباتت تهدّد مستقبله وتفقده الأمل بالعودة إليه والاستقرار فيه؟!.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى