إصابات في السعودية.. ما هي “متلازمة الشرق الأوسط” وهل هي خطيرة؟

صدى وادي التيم – أخبار العالم العربي /

ذكر موقع “الحرة” أن منظمة الصحة العالمية كشفت أن السلطات الصحة السعودية سجّلت 3 إصابات بشرية جديدة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) في الفترة من 10 إلى 17 نيسان الجاري، من بينها حالة وفاة واحدة.

وأوضحت الوزارة، بحسب المعطيات التي نقلتها المنظمة الأممية، أن الحالات الثلاث هي لرجال من العاصمة الرياض تتراوح أعمارهم بين 56 و60 عاما، ولديهم جميعا ظروف صحية مزمنة، مشيرة إلى أنهم ليسوا من العاملين في القطاع الطبي.

ما هي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية؟
وتعد متلازمة الشرق الأوسط التنفسية مرضا تنفسيا فيروسيا يتسبب فيه فيروس كورونا، وجرى اكتشافه لأول مرة في السعودية في عام 2012.

 

وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس حيواني المصدر، مما يعني أنه ينتقل بين الحيوانات والبشر. وثبت ارتباطه بالعدوى البشرية في الجِمال العربية في العديد من الدول الأعضاء في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

الأخصائي في علم الوبائيات، الدكتور أحمد الطسة، يؤكد أن متلازمة الشرق الأوسط، أحد أنواع الكورونا، وأصلها مثل جميع فصائل كورونا الأخرى من الخفاش، لكنها انتقلت إلى الجمال قبل أن تنتقل إلى الإنسان.

ويوضح الطسة في تصريح لموقع “الحرة”، أن آخر موجة لهذه المتلازمة “كانت حادة جدا، أكثر من كوفيد 19 التي شهدناها”، وتتسبب في نسب وفيات عالية.

وتوفي ما يقرب من 35 بالمئة من الحالات المصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي أُبلغت بها منظمة الصحة العالمية.

وعالميا، تم الإبلاغ عن 2204 حالة و860 حالة وفاة، وفقا للمصدر ذاته. وسجلت الغالبية العظمى، أكثر من 80 بالمئة في السعودية
.
وتشمل الأعراض النمطية للإصابة بهذا المرض الحمى والسعال وضيق التنفس. ويعد الالتهاب الرئوي شائعا، بيد أن مرضى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية قد لا يصابون دائما بهذه الحالة الصحية. كما أُبلغ عن أعراض مَعدية معوية، بما فيها الإسهال، لدى مرضى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

ويبقى انتقال العدوى من البشر إلى البشر أمرا ممكن الحدوث، وقد جرى بشكل أساسي بين المخالطين المقربين وفي أماكن الرعاية الصحية. أما خارج أماكن الرعاية الصحية، فقد كان الانتقال من البشر إلى البشر محدودا، وفقا للمنظمة الأممية.

وبشأن طريقة انتقال عدوى هذه المتلازمة، قال الخبير الطبي، إنها مماثلة للتي نعرفها عن فيروس كورونا، ولكن بسبب حديتها العالية، فهي تمثل “مشكلة خطيرة على الطواقم الطبية”.

وأضاف أنه في حال إصابة عدد كبير من الطواقم الطبية وكانت نسب الوفيات عالية، فإن ذلك من شأنه أن يحدث هلعا كبيرا لدى هذه الطواقم خاصة إذا لم تكن مجهزة بالشكل المطلوب، مما يؤدي إلى تراكم حالات المرضى.

ولا يتوقع الطسة، أن يكون الانتشار الحالي مماثلا للموجات السابقة، مرجعا ذلك إلى الأنظمة والطواقم الصحية وخاصة في الدول الخليجية أصبح لديها الخبرة والتجربة في التعامل مع موضوع الأوبئة والفيروسات.

 

غير أنه قال إن المشكلة بأي موجة فيروسية ترتبط بالمتحورات، حيث لا نعرف إن كانت ستكون أكثر فتكا أم لا.

وأضاف الخبير الصحي، أن منظمة الصحة العالمية “تتوقع أن مرضا أو فيروسا عالميا جديد بطريقة أو بأخرى”، والسؤال لم يعد إن كان سيأتي أم لا، بل بتوقيته وبسؤال “متى؟”.

وقال المتحدث ذاته، إن الأسئلة المطروحة هي إن كانت الفيروسات المقبلة، سواء متلازمة الشرق الأوسط أو غيرها، ستكون حديتها أعلى من كورونا، لأنه في هذا السيناريو سنتحدث عن نسب عالية أيضا من الوفيات.

وقال أستاذ العلاج الدوائي السريري في جامعة البترا الدكتور، ضرار حسن بلعاوي، إن انتقال متلازمة الشرق الأوسط “لا يكون سريعا كما أن قدرته على التحور بطيئة”، عكس فيروس كوفيد 19 الذي تسبب في جائحة كورونا.

وأضاف بلعاوي أن الحالات التي تظهر بالسعودية تبقى قليلة جدا حيث أنه في ظرف نحو 7 أو 8 أشهر كانت هناك نحو 4 حالات للإصابة مما يعني أنه تتم السيطرة على الفيروس، مشيرا إلى أن التوقعات كانت تتوقع ظهور هذه الحالات الجديدة.

وفي حين أن العديد من علاجات ولقاحات ميرس قيد التطوير السريري، على عكس كوفيد-19، لم يتم تمرير أي منها عبر التجارب السريرية والموافقة عليها من قبل الجهات التنظيمية.

 

في هذا الجانب، قال بلعاوي في تصريح لموقع “الحرة”، إن لا يتوفر إلى اليوم لقاح أو علاج لهذا المرض، مشيرا إلى أنه كانت هناك أبحاث ودراسات، لكن بسبب قلة الحالات المسجلة لم يتم استكمالها.

في هذا الجانب قال الطسة، إن من السابق لأوانه معرفة طريقة انتشار الفيروس، مشيرا إلى أنه في الحالات السابقة تم ربط الانتشار بالإبل، بعد أن انتقل إليها الفيروس عبر خفاش، وكانت دور الحيوان الناقل إلى الإنسان.

واضاف أنه، يمكن أن يكون الفيروس أصاب أحد الحيوانات المعينة الجارحة وأكلها الإنسان مثلا بدون طبخ أو تعامل معه بطريقة قريبة، بالتالي تتواصل الدراسات والأبحاث لمعرفة مصدره والسيطرة عليه، لكن هذه فقط مسألة وقت لأنه يتم تتبع كل حالة بحالة لإيجاد النقطة الصفر التي بدأ منها المرض.

من جهته، قال الدكتور بلعاوي، إن الانتقال لا يكون دائما بمخالطة مباشرة مع الإبل، بلقد يكون المصابين به خالطوا أشخاصا مصابين ونقلوا إليهم العدوى، مؤكدا أن هذا “أحدث تأهبا بالسعودية من أجل تتبع وتعقب المخالطين من أجل جرد كل الحالات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!