“١٧ ت١ ٢٠١٩ … ١٧ ت١ ٢٠٢٠”…”حرامية” لبنان انتصروا على الشعب بقلم ميشال جبور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم

ضريبة أيقظت ضمائر الناس واستفاقت عقولهم، ضريبة الست دولارات آنذاك كانت كافية لكي ينزل الجميع إلى الشارع بصوتٍ واحدٍ، لا للسلطة الفاسدة لا لسرقة الشعب بعد اليوم، ومعهم كل الحق وإليهم انضم كل موجوع وكل مقهور، فتحولت الإحتجاجات إلى حراك شعبي وثوري فتم قطع الطرقات وشهدت الساحات أبهى مظاهر التضامن الوطني.
لكن أين هي هذه الثورة اليوم،صحيح أن الكورونا عامل وجيه لمنع التظاهرات والإحتجاجات، لكنها ليست سبباً أساسياً لإنكفائها، أين ذهب الوجع، أين الأصوات التي نادت ألماً وصرخت قهراً،الدولار استفحل وخرق كل المقاييس والجوع أشد بأساً من الكورونا، تدمرت بيروت على رؤوس أهاليها وخسرنا أغلى الأرواح وتشرد الناس ولم نسمع صوتاً ولم نقرأ كلمةً لقادة المظاهرات في الثورة ألهبوا الساحات سابقاً لا في الإعلام ولا على وسائل التواصل الإجتماعي،الكورونا تحبس جسدك لكنها لا تسكت صوتك وكلمتك أيها الثائر.
خفت صوت الثورة وسادت سطوة السلطة الفاسدة من جديد أمام تخاذل الشعب واستسلامه للجوع والقهر والذل، سيطرت علينا بالترهيب والترغيب، الترهيب من الكورونا والمساس بالسلم الأهلي بمسلسلات الشغب والتدمير والتكسير المشبوه للعاصمة،

والترغيب بانتصارات وهمية، تارة بالتنقيب عن الغاز والنفظ الذي توقف البحث عنه وإسقاط حكومة وتعويم أخرى ومناكفات سياسية وتهديد برفع الدعم عن الدواء والطحين المواد الأساسية والبنزين والمازوت، سلطة اختصاصية بضرب إبر المخدر وإخضاع البشر،وأهلها يتبجحون بانجازاتهم وكلمة “نحن… ونحن” وهم لا يستطيعون الإتفاق على أصغر الأمور البديهية مثل تأمين الدواء والإستشفاء لمرضى الكورونا فالدولار الذي لم تستطيع السيطرة عليه وعلى انطلاقته الصاعدة بات يهدد الطبابة والإستشفاء ومستلزماته، سلطة أحزابها مهترئة تبحث عن أمواج تركبها وأحداث تمتطيها،

تتحكم بالدستور وتلويه بما تشتهي وتنصاع لها القوى الأمنية، سلطة استفادت من استسلام الشعب للأمر الواقع ومجتمع دولي لم يعرف كي يضع لها حداً لأنها عرفت كيف تزرع الخوف في نفوس الناس فقضت على الشعب والدولة المتهالكة، وها هي اليوم تفاوض إسرائيل على ما ستستثمره كإنتصار وهمي جديد سيأخذ سنوات ومماحكات لاستغلال الشعب والترويج للإنتخابات القادمة وليس أشهر كما يكذبون على الشعب فيما الوجع والجوع مستمر والخناق يضيق على الشعب الذي على ما يبدو لا يستفيق إلا بدافع من أحزابه وذاهب للذبح دون أن يدري فيما هم يكرس أهل السلطة أنفسهم أبطالاً في مفاوضة ما كان يُعرف بالعدو الصهيوني تُطلق له شعارات الموت التي انعكست موتاً لنا وللوطن وللدولة.
نخشى أن من أشعل الثورة هو نفسه من أطفأها والمشانق التي علّقها لم تكن سوى للشعب، لقد انتصر “حرامية” لبنان.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى