هكذا كان يخطط داعش لقتل رواد المسابح في لبنان

لم يوفّر تنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش” وسيلة إلّا وحاول من خلالها تخريب الأمن في لبنان وحصد أكبر قدر ممكن من الضحايا. آخر السيناريوهات التي كان يسعى ذاك التنظيم الإرهابي لتنفيذها هو إطلاق النار عشوائيّاً على روّاد المسابح في لبنان بحجة أنّهم كَفَرة يتعرّون على الشواطئ أمام أعين الجميع ولا يرتدون الملابس الشرعيّة.

إحتاج “داعش” إلى أحد الشبّان اليافعين لتنفيذ مأربه، فوقع خياره على الشاب “كريم ب.” ابن الـ 19 عاماً، راح يتواصل معه عن طريق المدعو “طلال هـ.” والمدعى عليه “جهاد.ع”. كان الشاب حينها في قبرص ينهي سنته الدراسيّة الجامعيّة الأولى وما لبث أن عاد أدراجه الى لبنان. إنكبّ “كريم” على سماع الأناشيد الدينيّة ومتابعة إصدارات التنظيم والتواصل مع “الشباب” عبر رسائل مشفّرة على تطبيق “تلغرام”، لكن سرعان ما اكتشف أمره وجرى توقيفه والتحقيق معه.

كرّت سبحة إعترافات الموقوف الأوّليّة ومنها أنّه “إقتنع بفكر “داعش” لأنّه يطبّق الشريعة الإسلاميّة فقرر الإلتحاق بصفوفه والإنتقال الى تحقيق هذا الهدف ونيل الشهادة في سبيل الله”.

بعد مرور عام على توقيفه عقدت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد حسين عبدالله اليوم، جلسة لمحاكمة “كريم ب.” والمدعى عليه “جهاد ع.” (غيابيا)، فنفى الأوّل إفادته الأوليّة وما أسند إليه.

وبسؤاله عن استعماله الرسائل المشفّرة عبر “تلغرام” والتي أبلغه فيها المدعو أحمد خالد أنّ كلفة الإنتقال الى سوريا هي 2500 دولار أميركي ليخبره بعدها أنّ الطرقات غير سالكة أو آمنة والأجدر به – أي ب‍كريم – تنفيذ أعمال أمنية في لبنان، أجاب الأخير: “صحيح لكنني لم أفعل”.

سأل العميد عبدالله المستجوب: “ألم يتم تكليفك بشراء بندقية لتقوم من خلالها بإطلاق النار على روّاد المسابح البحرية في لبنان لأنّهم كفّار يسبحون وهم عراة ولا يرتدون الملابس الشرعية وأيضا على زبائن المولات التجارية وفقاً لما اعترفت به”؟ فردّ: “صحيح، لكنّني لم أشتر بندقية وعندما طُلب مني ذلك توقّفت عن التواصل معهم وأنا لا أحسن استخدام البندقية ولم أكن أرغب بتنفيذ ما طُلب منّي”.

ونفى المستجوب مشاركته في معارك عبرا أو في التظاهرات التي سبقتها، مشيراً إلى أنّه كان يرغب في السفر الى الخارج بهدف الهجرة إلى أحد البلدان الأوروبيّة.

بعدها ترافع المحامي العام القاضي رولان الشرتوني ووكيل الدفاع عن المتهم، على أن يصدر الحكم في وقت متأخر من هذه الليلة.°

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى